اعتاد حجاج بيت الله الحرام بعد أداء نسكهم في كل عام على زيارة محافظة جدة عبر المنطقة التاريخية التي تحتضن الأسواق القديمة والمباني التراثية والحارات التي تقام في أروقتها مختلف الفعاليات، والتي تتزامن مع أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك على نهج الآباء والأجداد وطريقة حياتهم الاجتماعية. ويحرص الحجاج على اقتناء الهدايا كالسجاد والسبح والبخور والأقمشة والملابس التراثية واللوحات والصور الخاصة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة وبعض المعالم التي تشتهر بها المملكة، وسط فرح وسرور بانقضاء مناسك الحج بكل سكينة ووقار، والآمال تحدوهم في إعادة هذه الرحلة الإيمانية؛ لما لها من وقع كبير في نفوسهم.
وفضّل الحجاج قضاء المرحلة الأخيرة من رحلتهم، بزيارة أبرز المواقع وفي مقدمتها المنطقة التاريخية "قلب جدة النابض"، والتي تشهد خلال هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من الحجاج من مختلف الجنسيات؛ لجلب الهدايا التي يُدخلون بها البهجة والسرور في نفوس أهاليهم عند عودتهم لأوطانهم.
وتسوّق الحاج اليمني محمد عبدالرب بصحبة رفاقه الذين يأتون لأول مرة هذا العام لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، وأعربوا فيه عن شكرهم وتقديرهم لحكومة وشعب المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد.
وأكد حرصه على شراء الحلويات والمكسرات التي تشتهر بها الأسواق القديمة بجدة، إلى جانب توثيق هذه الزيارة بالتقاط الصور في مختلف أروقة المنطقة التاريخية، التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث وتاريخ جدة التي تعتبر بوابة الحرمين الشريفين، ويرتادها كم كبير من المسافرين على مدار العام، سواءً للحج أو العمرة أو الزيارة أو السياحة والترفيه.
من جهة أخرى؛ رفعت رئيسة وفد الحج الهندي محبوبة مفتي، أسمى آيات التهاني والتبريكات لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما تحقق من نجاحات في موسم حج هذا العام، وإتمام حجاج بيت الله الحرم مناسكهم بكل يسر وسهولة، ووسط منظومة متكاملة من الخدمات والجهود المبذولة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة.
وأكدت مواصلة حكومة المملكة العربية السعودية ودأبها كل عام، لتطوير إدارة الحج عاماً بعد عام، داعية الله -عزّ وجلّ- أن يمنح المملكة مزيداً من القوة والتوفيق؛ لضمان تقديم الخدمات والتسهيلات الآمنة لكل الحجاج.
وقالت رئيسة الوفد الهندي: "أبرز ما يستهويني في هذه البلاد بعد انقضاء مناسك الحج، هو أخذ عبوات مختلفة من ماء زمزم، هذا الماء المبارك لتقديمه لأهلي وأسرتي في الهند، الذين أوصوني بجلبه معي أثناء عودتي إليهم مع بعض التمور والهدايا التذكارية كمجسمات مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث تُعتبر هذه الهدايا بمثابة ذكرى تربطنا بهذه البلاد وشعبها النبيل".
وتحدث الحاج مصطفى أحمد من جمهورية مصر العربية عن مشاعره وهو يقضي هذه الأيام بعد انتهاء موسم الحج، وقال: "أسعد اللحظات في حياة الإنسان أن يستشعر هذه الأجواء الإيمانية، بعد أن منّ الله عليه بالتوفيق في أداء مناسك الحج، واللسان يلهث بالدعاء لقيادة هذه البلاد التي لم تبخل في يوم من الأيام عن تنفيذ المشروعات التي جندتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والتي أقل ما يقال عنها أنها تفوق الوصف ومنها توسعة الحرمين الشريفين، ومناطق المشاعر المقدسة، وشق الجبال وإنشاء الجسور وتوفير شبكات هائلة من الطرق الحديثة، والتي تابعتها عن كثب عيون الحجاج باختلاف جنسياتهم".
وأضاف أنه لم يشعر بالبعد عن أهله وأسرته؛ نظراً لما وجده من نبل المشاعر وحفاوة الكرم والضيافة التي لمسها من المسؤولين في المملكة، منذ وصوله لأداء مناسك الحج وحتى مغادرته هذه الأيام إلى بلاده، وأن شعب المملكة هم إخوته الذين تربطه بهم وشائج الحب والعلاقات الحميمة، معبراً عن رضاه عن المعاملة الطيبة التي لمسها خلال رحلة حجه، وأنه يحرص هذه الأيام على اقتناء الهدايا والملابس التي تذكره بتراث هذه البلاد وعراقتها.
أمّا الحاج عبدالقادر محمد المعتصم من جمهورية السودان فقد أعرب عن سروره وهو يتواجد بسوق العلوي بالمنطقة التاريخية بجدة؛ لشراء أنواع من العطور وبعض الهدايا والتحف.
وقال: "الحمد لله الذي منّ علينا بأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، وذلك بفضل من الله العلي القدير ثم بفضل الخدمات التي قدمتها حكومة المملكة منذ وصولنا إلى المملكة حتى مغادرتنا لها خلال الأيام القادمة".
وأضاف: "لقد لمس الحجاج ما قدمته المملكة من خدمات جبارة وتسهيلات متنوعة لحجاج بيت الله الحرام، والتي ليست بغريبة على حكومة بلاد الحرمين الشريفين، التي سخرها الله لخدمة حجاج بيته العتيق من كل حدبٍ وصوب، فكل من يزور الحرمين الشريفين سواء للحج أو العمرة يلحظ هذه الجهود التي تتطور عاماً بعد عام من أجل التيسير على ضيوف الرحمن أداء نسكهم في سكينة ووقار وأمن وأمان".
ومن المملكة الأردنية الهاشمية تحدث الحاج عصام مصطفى قائلاً: "نشكر حكومة المملكة على ما بذلته من جهود حثيثة للحجاج بشكل عام وللحجاج الأردنيين بشكل خاص، وما وجدناه خلال قدومنا إلى الحج من خدمات وتسهيلات أشعرتنا وكأننا في بلادنا".
وأضاف: "مهما تحدثنا عن جهود المملكة لن نوفيها حقها، ولكن لا نملك إلا الدعاء الصادق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بأن يمتعه الله بالصحة والعافية وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها من كل مكروه، ويديم عليها أمنها وقيادتها الرشيدة".
وتحدثت الحاجة خديجة بنت علي من البحرين، عن الذكريات الجميلة خلال أدائها للحج للمرة الثانية هذا العام وفي مقدمتها الخصال الحميدة التي لاحظتها من شعب المملكة، بداية من استقبالهم وتنقلاتهم أثناء تأدية المناسك.
وأشارت إلى أن أجمل تذكار يصحبه معه الحاج إلى بلاده هي صورتا المسجد الحرام والمسجد النبوي، أقدس بقعتين على وجه الأرض.
وقالت: "اللسان يعجز عن شكر حكومة المملكة على ما لمسته خلال الحج، من تجهيزات وخدمات متعددة ساعدت الحجيج على إكمال مناسكهم بكل يسر وسهولة، مما جعل ملايين المسلمين يدعون لهذه البلاد الطاهرة".