لم يخطر ببال المواطن عبدالرحمن المالك أن وصية والدته قبل 8 سنوات بالاهتمام بالتراث والوسائل المعينة على الحياة قديماً، ستحول منزله الكائن في حي عرقة غرب الرياض إلى متحف أثري يستقطب الجيران والأصدقاء والمسؤولين وضيوف الدولة. يقول المالك ل"سبق": أنا من مواليد عرقة القديمة، وكنت أهوى التراث وأستمتع به، ولم أكن أحرص على إنشاء متحف خاص أجمع به القطع الأثرية لولا وصية والدتي هيا بنت سعد البريدي رحمها الله.
وأضاف: "في عام 1421ه قامت الوالدة بصناعة (الرحى والمجرشة) في المنزل، ثم بدأنا نهتم بتجميع بعض القطع القديمة، وبعد رحيلها قمت بتحويل جزء من المنزل إلى متحف تحقيقاً لرغبتها، وتنفيذاً لوصيتها بالمحافظة على إرث الأجداد، والآن أذهب فجر كل جمعة إلى سوق "الزل" بالقرب من قصر المصمك حيث الحراج لأبحث على الأشياء القديمة.
وعن محتويات المتحف قال: "إنه يضم خريطة حي عرقة القديمة وتوضح الشوارع والسكك والأودية، وبيوت العائلات العريقة، وكذلك صندوق للوالد قبل 120 سنة، يذهب به الحجاج إلى الحرمين، وتوضع فيه الأغراض؛ للاستفادة منها، كما يضم فستان والدته".
وأردف: يضم أيضاً "غضارة أم كوير" وهي صحن للتمر وعمرها 50 سنة، و"ترمس" ماء كان في مدارس عرقة، ولم يكن هناك ثلاجات أو برادات فيضعونها أمام الطلاب للشرب، وعمر الترمس 58 عاماً.
ويحتوي المتحف على "كولة" وهي تستخدم بدلاً عن الغاز حالياً، و"السمَور" لتسخين الماء بدلاً من السخانة ويوضع على النار، و"العرزالة" بدلاً من الثلاجة لحفظ الجريش والمرقوق حتى الصباح، وكذلك السمن والزيت.
وعلى رفّ في مقدمة المجلس تصطف دلال القهوة "الرسلانية" العراقية، وفي الجانب الآخر هاتف "الهندل" و"الصحفة" للمرقوق وعمرها 150 سنة، وألعاب الأطفال مثل الجوالين و"الدنان".
ولم ينسَ "المالك" مقتنيات العروس في ذلك الزمن، ليخصص لها ركناً يضم العطور القديمة، ودولاب العروس، و"البقشة" وهي قطعة قماش بشكل مخروطي توضع فيها ملابسها، وعمر "البقشة" 120 سنة. واحتفظ كذلك ب"االمرودن" وهو من أهم الأزياء الرجالية في ذلك الزمن، كما يضم المتحف "المُكوى" القديمة، وأكثر من يستخدمها الشيوخ.
وتزاحمت العملات القديمة في متحف عبدالرحمن المالك، ومنها "الفرانسي" نسبة للفرنسي، والعملات العربية، والسعودية على مختلف مراحل وفترات حكم ملوك البلاد.