بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام اليوم بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر في أفضل يوم طلعت عليه الشمس، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبّين متضرعين داعين الله -عز وجل- أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. جاء ذلك بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجّهين بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك وهم آمنون مطمئنون.
بدورهم أحاط جميع أفراد القطاعات الأمنية المختلفة طرق المركبات ودروب المشاة؛ لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، حيث انتشر على امتداد الطرقات الموصلة بعرفات رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة، باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة.
وقد وفرت مختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.
كما انتشر رجال الأمن والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة عبر مواقعهم المعدة؛ لتنظيم حركة السير ومساعدة ضيوف الرحمن، فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن؛ لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام بمشيئة الله تعالى اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: "خذوا عني مناسككم".
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ لأن المبيت بمزدلفة واجب، حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر.