بعث بيان وزارة الداخلية الذي أعلنته عصر اليوم، وأعلنت فيه القبض على خلية لتنظيم "داعش"، موزعة بين العاصمة الرياض ومحافظة ضرما، رسالة اطمئنان لجميع أفراد الشعب السعودي، بأن الوزارة تراقب عن كثب كل تحركات الخلايا الإرهابية، وأنها تتحين الفرصة المناسبة، للانقضاض عليها، ومحاكمتها على ما اقترفته في حق المجتمع. وأوضح بيان الوزارة، الذي صدر اليوم أنها ألقت القبض على الشقيقين، أحمد ومحمد سعيد جابر الزهراني (21 و19 سنة)، في عملية أمنية نفذت في حي المونسية في الرياض، وقال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن معلومات توفرت لديها، عن تحركات مريبة لمجموعة أشخاص في موقعين مختلفين بمنطقة الرياض، الأول بحي المونسية، وكان عبارة عن وحدة سكنية، والثاني عبارة عن استراحة في محافظة ضرما، وتبين من عمليات الرصد الميداني لتحركات أولئك المشبوهين، ما دلل على خطورة وضعهم، ووجود أسلحة بحوزتهم، الأمر الذي استدعى سرعة القبض عليهم.
وبالقبض على الشقيقين، أكدت وزارة الداخلية السعودية مجددًا أنها تتبع آلية الضربات الاستباقية في التعامل مع الخلايا الإرهابية، وأنها لا تنتظر إعلان هذه الخلايا عن نفسها، بارتكاب حماقات هنا أو هناك، وتفضل ملاحقتها في أماكن وجودها، والقبض عليها قبل تنفيذ مخططاتها الإرهابية الحمقاء، مستعينة بمعلومات استخباراتية عن تلك الجماعات ومخططاتها وتحركاتها وأماكن وجودها.
وأشاد الكثيرون من المسؤولين والمتابعين للمشهد في المملكة، بجهود وزارة الداخلية في متابعة وملاحقة الجماعات الإرهابية أينما وجدت، واتفق عدد كبير منهم على وجود خبرات متراكمة لدى أفراد الوزارة ومسؤوليها، اكتسبوها في التعامل الطويل مع الجماعات الإرهابية بمختلف ميولها وتوجهاتها وأفكارها المتطرفة، وظهرت هذه الخبرة في تتبع تحركات هذه الخلايا في مناطق المملكة المختلفة، وفق معلومات استخباراتية دقيقة، ترصد كل صغيرة وكبيرة، تصدر من هذه الجماعات وتتعامل معها بحرفية ومهارة كبيرين.
ورأى المختصون في نشاط الجماعات الإرهابية أن إعلان الوزارة عن عمليات القبض على أفراد الجماعات الإرهابية بين فترة وأخرى، فيه رسائل مهمة وعاجلة لفئات مستهدفة، أبرزها إلى الجماعات الإرهابية نفسها وقيادتها في الداخل والخارج، بأنها تحت تلسكوب الوزارة وعيون رجال المخابرات فيها، وأن القبض عليهم مسألة وقت ليس إلا، وأن عمليات القبض عليهم تحددها الوزارة وفق حساباتها والمعلومات المتوفرة لديها.
وأشار نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن بيان الوزارة يتضمن أيضًا رسالة إلى المجتمع السعودي، بأنه في مأمن تمامًا من إرهاب الجماعات المارقة، وأن عيون الأمن ساهرة على حماية هذا الشعب من أي اضطرابات أو قلاقل أو عمليات طائشة يمكن أن تنفذها.
نجاح الوزارة، تكرر مرات عدة، كان أبرزها في شهر إبريل من العام الحالي، عندما أعلنت الوزارة القبض على خلية متشددين تضم شخصين يحملان الجنسية السورية وسعوديًا، خططت لشن هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على السفارة الأمريكية في الرياض، إلا أنها أحبطت المؤامرة في مارس.
وكشفت الوزارة أيضًا إحباطها لنوايا "داعش" بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات لعددٍ من العسكريين، وأعلنت القبض على 93 شخصًا من بينهم امرأة، توزعوا عبر خلايا إرهابية جميعها تتلقى الأوامر من تنظيم "داعش"، وأتت عملية القبض في أوقات مختلفة، وفي مناطق متنوعة.
وأوضح بيان الوزارة آنذاك أن الخلية الإرهابية الأولى، أسمت نفسها ب"جند بلاد الحرمين"، وتتكون من 15 شخصًا جميعهم سعوديون، وتم القبض عليها في 30 من ديسمبر (2014)، ويتزعمها شخص متخصص في صناعة العبوات المتفجرة، والبقية تنوعت أدوارهم، فمنهم من كلف بتنسيق نشاطات الخلية، وآخرين أوكلت إليهم الجوانب المالية والأمنية، فيما أوكل لأحدهم الجانب الشرعي ليتولى مسائل الفتوى لهم.