غزوان الحسن - سبق- بعثة المشاعر المقدسة: يقوم العديد من الحجاج من مناطق الحروب والصراعات التي تشهدها دول عربية عدة وباختلاف الطرق والممرات بزيارة أرض الحرمين الشريفين، ورغم كثرة الإجراءات الشاقة في كل تلك الظروف إلا أنها لم تمنع سكان تلك الدول من بلوغ مقصدهم في زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج التي أنعم الله بها على المسلمين. وقد قدم هؤلاء الحجاج من دول عدة تشهد حروباً ونزاعات طاحنة أدمت أهلها جاءوا من سورياوفلسطينوالعراق واليمن وليبا مهللين ومكبرين قاطعين آلاف الكيلومترات طالبين الرحمة والمغفرة.
سوريا فقد أدمت الحرب السورية الطاحنة التي تشهدها البلاد قلوب أهلها الذين أصبحوا مبعثرين في شتات بين دول عربية احتضنتهم، فحجاج سوريا القادمون من جحيم الدمار يقصون تفاصيل رحلة عناء قطعوها حتى وصلوا إلى المشاعر المقدسة.
فمن جانبه قال الحاج محمد أحمد: الحج أمنية يتمناها كل مسلم واليوم الجميع يعرف ماذا حل في سوريا، مضيفا أن مسافات وحواجز عدة قطعناها حتى وصلنا إلى بيت الله، فبداية المشوار والصعوبة تكمن في إصدار التأشيرة للحج حيث لا يوجد أي سفارة للملكة العربية السعودية في سوريا نتيجة للحرب الطاحنة ما جعلنا نضطر لذهابنا إلى إحدى دول الجوار سواء الأردن أو تركيا بهدف التقديم للحصول على تأشيرة فيزا حج.
وتابع: قدمت أنا ومجموعة من الأصدقاء عبر الأردن ولله الحمد قبلت لأداء فريضة الحج حيث إن عدد القادمين من الأردن تجاوز ألفي حاج وهناك من هم أعمارهم صغيرة.
أما الحاج عمر ياسين فيقول أحد أولادي يعمل في روسيا وقمت بتقديم طلب للحج حيث غادرت إليه ومن ثم رجعت إلى تركيا لإصدار التأشيرة، وتمت ولله الحمد، وبين تكلفة تلك المشاق والسفر تتجاوز ألفي دولار تنقلات.
العراق أما حجاج العراق فقد سلكوا طرقاً مختلفة حتى وصلوا إلى مبلغهم وغايتهم حيث يقول الحاج عبدالمحسن محمد بابل إن نظام قبول الحاج يتم في القرعة مضيفا أنه نظام يتم فيه اختيار الحجاج لمدة 4 سنوات أو أقل وفق شؤون الحج حيث بعد صدور القرعة يقطع حجاج العراق طرقاً عدة، منهم من يتوجه إلى كركوك وآخرون إلى بغداد للخروج من العراق قاطعين مسافات شاسعة ومعرضين إلى نهب وسلب وربما قتل أحيانا من بعض قطاع الطرق والعصابات الإرهابية.
وتابع بابل يقول: إن التأشيرات تصدر عن طريق مكتب شؤون الحج الذي يقوم بإرسال الجوازات إلى الأردن حيث يتم تفييزها من قبل السلطات المعنية.
واستطرد: مسافات شاسعة ومخاوف عدة تنتظر الحاج العراقي في طريقه حتى وصوله إلى بغداد حيث إن الوضع أكثر أمنا لينتقل بعدها المشاعر المقدسة لافتا إلى أن مدة الإقامة لا تتجاوز 35 يوماً منذ الدخول ولغاية العودة ولله الحمد، إن ما لمسناه من خير وخدمات تبعث في نفسنا كمسلمين وعرب الفخر والاعتزاز بهذه البلاد وملكها.
حجاج 48 حواجز إسرائيلية ونقاط تفتيشية مختلفة يقف عليها حجاج عرب 48 الفلسطينية وهو ما أكده أحد الحجيج قائلاً: "معابر عدة ونقاط تفتيشية مختلفة نقف عليها في طريقنا إلى أداء فريضة الحج حيث إننا نمر على معبر اللمبي الإسرائيلي وهو جسر مخصص للحجاج.
وأضاف: نقدم أوراقنا للحج عن طريق وزارة الأوقاف الأردينة حيث تبنت فلسطينيي الداخل ونحصل على جوازات سفر أردنية نصل فيها إلى المشاعر المقدسة مبينا أن المسافة حتى نصل فيها الأردن قرابة 48 ساعة سيرا في الحافلات وعند وصولنا الأردن ندخل أراضي المملكة.
وأردف: إن مدة إقامتنا تتراوح بين 20 أو25 يوماً نزور فيها عدداً من الأماكن وكذلك نذهب إلى المدينةالمنورة ثم نعود إلى فلسطين.