أوضح عدد من المشايخ أن المحرمين من شهداء "رافعة الحرم" يغسلون ويكفّنون في ثياب إحرامهم ولا يطيّبون. وتعبيراً عن توضيح المشايخ قال أستاذ العقيدة والشريعة بجامعة المجمعة وعضو التوعوية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة الدكتور علي الشبيلي ل"سبق": "نحتسب الموتى عند الله شهداء بمشيئته سبحانه وإذنه، ونسأله الله يتقبل الموتى والجرحى عنده في عباده الصالحين، مستدلا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "الهدم شهيد والغريق شهيد والمبطون شهيد والحريق شهيد"، مشيراً بأن هذه الفاجعة - التي نجم عنها بحسب إحصائية أولية 107 حالات وفاة، و238 مصابا - أقضّت مضاجع المسلمين في العالم ولاسيما في بلادنا وفي قيادتها وفي علمائها وفي شعبها بسقوط الرافعة علي جزء من المسعى والمطاف وما نتج عنها من هذه الوفيات والجرحى من هذا الباب أحتسب هؤلاء الموتى عند الله شهداء بمشيئته سبحانه وإذنه ونسأله أن يتقبلهم من عباده الشهداء.
وحول الصلاة عليهم وتكفينهم أوضح "الشبيلي": " أما يتعلق بالصلاة عليهم فأنه بإجماع المسلمين يصلي علي موتاهم " مستدركا: لكن بقي مسألة التكفين؛ فإن كان هؤلاء الموتى قد حلّوا من إحرامهم بأن طافوا وسعوا وقصّروا، فإنهم يعاملون معاملة غير المحرمين فيغسلون ويكفّنون بالكفن المعتاد لموتى المسلمين.
وتابع: "أما اذا كان هؤلاء ما زالوا محرمين، أو منهم ما زال علي إحرامه فإنه يغسل ويكفّن في ثياب إحرامه ولا يطيّب، ولا يغطّي رأس الرجل وإنما يصلي عليه وهو مكفن بثياب إحرامه بالإزار والرداء من غير أن يغطّي رأسه ولا وجهه علي ما جاء في صحيح مسلم: " ولا تخمّروا رأسه ولا وجهه " فقد ثبت في الحديث أن رجلا وقصته راحلته في يوم عرفة فاندق عنقه فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "غَسِّلوه، وَكَفِّنوه فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تحَنِّطوه، وَلا تمسوه طيباً، ولاً تخمّروا رأسه، وفي رواية لمسلم ولا وجهه، فَإِنَّه يبعث يَوْمَ الْقِيَامَةِ ملَبِّياً".
أما الموتى من النساء فأضاف "الشبيلي": "يغسلن ويكفّن في الثياب المعروفة لتكفين الموتى حتي ولو كنّ محرمات، مبينا: " الا أن المحرمة فأنها لا تحنِّط بالطيب ولا يوضع الطيب في مغابنها، لأنها ما زالت علي إحرامها" وسأل الشيخ الشبيلي الله "أن يعافي الجرحى وأن يمكنهم من أداء النسك، ونعزي أهليهم وذويهم كما نعزي حكومتنا التي ما فتئت في مستطاعها وجهدها في خدمة وفد الرحمن، وما هذه المشاريع إلا من هذا الباب والله أعلم".
وبدروه قال الدكتور سعد عبدالله السبر دكتور في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء جامعة الإمام: "يصلى على أموات الحرم ويغسلون ويكفنون، إلا المحرم منهم يغسل ويكفن في إحرامه ولا يغطى رأس الرجال منهم ويصلون عليهم بصفهم خلف بعض الرجال، يقف الإمام عند صدرهم والمرأة عند وسطها سواء مجتمعين أو متفرقين وهم شهداء عند الله"
واستدرك "السبر": "لكن لا بد يغسلون ويكفنون فهم شهداء هدم أحكامهم غير أحكام شهيد المعركة والله أعلم "، مشيراً إلى أن "النبي صلي الله عليه وسلم أمر بغسل المحرم وتكفينه بقوله "غسلوه وكفنونه في إحرامه ولا تخمروا وجهه".