أكد عدد من بائعي الأسماك في أسواق الشرقية أن سوق الأسماك لم يتأثر في أول أيام انطلاق حملة "خلوها تخيس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تدعو إلى العزوف عن شراء الأسماك بالأسواق وتركها تتعفن بعد الزيادة غير المبررة في أسعارها.
"سبق" قامت بجولة في أسواق الأسماك بالمنطقة الشرقية، والتقت عدداً من البائعين الذين ذكروا أن سوق السمك شهد أمس الثلاثاء إقبالاً من المستهلكين المواطنين والمقيمين الذين حضروا لشراء الروبيان والأسماك المحلية كبقية الأيام المعتادة، ولم يشهد السوق أي تأثر بالحملة التي تدعو إلى مقاطعة شراء الأسماك.
وبرر أحد البائعين ارتفاع أسعار السمك المحلي بقلة الأسماك المعروضة للبيع بسبب اتجاه كثير من تجار الأسماك إلى موسم بيع الروبيان مع ندرة صيد الأسماك؛ ما شجع على صعود الأسعار، إضافة إلى سوء أحوال الطقس والتقلبات الجوية؛ إذ إن اغلب الصيادين لا ينزلون البحر للصيد لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وإن أغلب المستهلكين يفضلون شراء الأسماك الطازجة وعدم المستوردة من الخارج، ويمثل الإنتاج المحلي نسبة 40 في المائة فقط و60 في المائة من الأسماك المستوردة من سلطنة عمان ودولة باكستان، وغيرهما من الدول.
وقال أحد المواطنين إن أسعار الأسماك ارتفعت قبل نحو ستة أشهر بدون سبب مقنع؛ إذ إن الباعة يتحكمون بالأسعار على مزاجهم دون حسيب أو رقيب، وإن صيد السمك من البحر؛ فهم لا يسقونه ولا يطعمونه ولا يسمنونه، بل يأتون به من البحر للسوق، ثم تتم عمليات البيع بأسعار مرتفعة تستعصي على كثير من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، بسبب غياب الرقابة؛ ما يساعد العمالة التي تتحكم في السوق على رفع الأسعار حسب مزاج البائع. ومن جانبه، قال جعفر الصفواني، نائب رئيس جمعية الصيادين في الشرقية: "الحملة جميلة، والمطالبات من مجتمع واعٍ ومتحضر، ولكن عليه أن يعرف أن الصياد لا ناقة له ولا جمل؛ إذ إن السوق هو الذي يحدد السعر من كثرة أو قلة شراء تجار الأسماك؛ إذ إن بائعي الأسماك ثلاثة أنواع: بائع إلى المستهلك مباشرة، بائع إلى المتعهدين وبائع إلى المصدر. وبعض البائعين يقومون بشراء الأسماك وتخزينها لديهم لوقت محدد وبيعها في الأسواق بسعر مرتفع".
وأضاف "الصفواني" بأن الحملة لا تؤثر على سوق الأسماك السعودي؛ إذ إن السوق واسع وكبير، وهناك تصدير للأسماك المحلية إلى خارج السعودية؛ ما يؤدي إلى قلة الأسماك المعروضة في الأسواق السعودية وارتفاع أسعارها، كما أن هناك أسباباً عدة لقلة عرض الأسماك المحلية في الأسواق، أهمها عدم الحفاظ على البيئة البحرية، ووقف أعمال الردم الجائر للسواحل.
يُذكر أن حملة "خلوها تخيس" انطلقت أمس بتاريخ 1 / 9 / 2015م عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تدعو إلى العزوف عن شراء الأسماك بالأسواق وتركها تتعفن بعد الزيادة غير المبررة في أسعارها.