واشنطن - «نشرة واشنطن» - صنّفت «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» (إن أو أي أي) في الولاياتالمتحدة، العام الماضي كأحد العاميْن الأكثر حرارة، وذلك في تقريرها السنوي الذي حمل عنوان «حال المناخ عام 2010». وجاء في مذكرة إعلامية أصدرتها الإدارة أن ما توصل إليه التقرير، الذي صدر قبل أيام وأعده 350 عالماً من 45 بلداً، يحمل «مؤشرات متعددة والاستنتاج ذاته، ومفاده أن ثمة إشارة متسقة وواضحة من الجزء العلوي للغلاف الجوي إلى قاع المحيطات، إلى أن العالم يزداد سخونة». ويرصد التقرير، الذي أعدته الإدارة بالاشتراك مع «جمعية الأرصاد الجوية الأميركية»، 41 مؤشراً مناخياً مختلفاً، من ضمنها درجات الحرارة، وتكثف البخار وسقوط الأمطار، والغازات الناجمة عن الزراعة، والرطوبة، والجليد البحري، والأنهار الجليدية. وقال مدير «المركز القومي للبيانات المناخية»، التابع للإدارة، توماس كارل: «نواصل متابعة هذه المؤشرات عن كثب، إذ لا يمكن افتراض أن حال المناخ في الماضي ستنبئ بحال المناخ مستقبلاً». القطب الشمالي وتظهر البيانات أن درجة حرارة الجو جاءت في المرتبة الثانية من حيث الدرجات الأشد سخونة على الإطلاق، مع وجود ارتفاع في درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل يقارب ضعف معدل خطوط العرض السفلى. وتسبب نمطان من أنماط المناخ الرئيسة على كوكب الأرض في خلق الظروف التي أدت إلى الظواهر المناخية المتطرفة في بقاع مختلفة عام 2010، إذ بدأ العام مع ظاهرة «النينيو» الدافئة في المحيط الهادئ، لكن تحول بحلول تموز (يوليو) إلى «النينيا»، أي «الشقيقة الباردة»، التي سببت نشاطاً تحت المستوى العادي من الأعاصير الحلزونية في حوض المحيط الهادئ، دون حرارة المحيطات التي تدفع الرياح الشديدة للدوران بسرعة. لكن «النينيا» جلبت أشد العواصف المسجّلة من أمطار الربيع إلى أستراليا منذ أكثر من قرن. ولفت إلى أن حالة التذبذب في القطب الشمالي دخلت العام الماضي ما يعرف ب «المرحلة السلبية»، أي أن الهواء البارد هناك اندفع جنوباً بقوة أكبر من المعتاد، ما يعني أن بعض المدن في الولاياتالمتحدة أضاف صفحات جديدة إلى سجلات الأرقام القياسية لديه ليتمكن من رصد الثلوج والجليد. وفي أقصى الجنوب، فإن المدن التي اعتادت على فصول الشتاء المعتدل البرودة شهدت أيضاً حالات غير عادية منها، وجلب نمط الطقس ذاته إلى بريطانيا أبرد شتاء منذ 30 سنة، وظروفاً مناخية تشبه مناخ القطب الشمالي، إلى أجزاء أخرى من أوروبا.