محمد المواسي، عمر عريبي- سبق- الحد الجنوبي: على خط النار، في إحدى جولات "سبق" بمعية الشهيد اللواء عبد الرحمن أبو جرفة، كان يقول: هذه الحدود خطوط حمراء ستشرب من دماء المعتدي، إما دمي ودماء زملائي هنا لن يثنينا شيء عن القيام بواجباتنا إلا استشهادنا بإذن الله. وكان أكثر من نصف يوم متكرر قضاه فريق "سبق" مع الشهيد ومع قيادات عسكرية أخرى، على خط النار، حديثه أغلبه كان معنويات ورفع لهمة الأفراد والضباط والمرابطين، ويناصحهم ويوجههم، الجميع كانوا يستقبلونه بابتسامه ومودة وتبادل أحاديث، لكنه كان عسكرياً كما كان أخاً لهم.
وخلال وقوف فريق سبق مع الشهيد في أحد المواقع العسكرية في الخوبة وكان يقول: الإعلام يساندنا أيضاً لسنا وحدنا في الحرب، لا تسمحوا للأكاذيب أن تروج بينكم، ولا تساهموا في نقلها، فوزارة الدفاع لن تغفل المعلومات التي شأنها المصداقية وذلك في حديث جانبي، خلال الجولة.
وكان اللواء في رفقة فريق "سبق"، بقدر ما منعنا من التوغل داخل الموقع الخطرة جداً في الحدود، بقدر ما هيأ لزميلينا المصوريْن فايز الزيادي وفهد كاملي، مواقع مكنتهما من التقاط أفضل الصور خلال الجولة التي عنوناها ب "شاهد.. "البرادلي" و"الدبابات" تؤجج رعب الحوثيين من الرميح ودخان" وساندنا وسهل لنا وللزملاء الإعلاميين من مجموعة وسائل إعلام عالمية ومحلية، الحصول على المعلومات الموثوقة، وتنظيم أخذ التصريحات من قائد اللواء الثامن عشر السابق، فلن تكون ذكرى حسن خلقه وتعامله لدى موفد "سبق" فقط بل لدى كل من تعامل معه في تلك الفترة.
يتحدث بعض أفراد اللواء عن الفقيد ويقولون: كنا نشاهد اللواء على قدر كبير من الحزم والإنسانية، والحنكة العسكرية، ويقولون: كثيراً ما نجده في الميدان، بيننا مشرفاً ومشاركاً، يرفع معنوياتنا بتحفيزاته، وبتحركاته الدقيقة والناجحة.
وكانت قد أعلنت القوات المسلحة اليوم أنه أثناء تفقد قائد اللواء الثامن عشر اللواء الركن عبدالرحمن بن سعد الشهراني لوحدات اللواء المنتشرة على الخطوط الأمامية في المنطقة الجنوبية تعرض الموقع لنيران معادية عشوائية، أصيب على إثرها اللواء الشهراني، ونقل بعدها للمستشفى لتلقي العلاج، وقد انتقل إثر ذلك إلى رحمة الله مساء اليوم متأثراً بجراحه، مستشهداً في ميدان الشرف والبطولة بتضحية وإخلاص لدينه ومليكه ودفاعاً عن وطنه ومواطنيه.
داعين الله بأن يتغمده بواسع رحمته ويتقبله مع الشهداء الأبرار، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.