برغم محاولات الجهات ذات العلاقة للسيطرة على استغلال التجار واحتواء أزمة الأسمنت في منطقة جازان، إلا أنه لا زال هناك بعض التجار والمتحايلين والأجانب الذين يمارسون بيع الأسمنت بشكل مرتفع؛ إذ يستغلون بيع الأسمنت في مواقع مخصصة بعد شرائهم كميات متفرقة منه لأكثر من مرة. وكانت الغرفة التجارية ومصنع الأسمنت قد حددتا الكمية التي تُصرف للمواطنين بأقل من 30 كيساً, بعد أن اختفى الأسمنت طوال الفترة الماضية من الأسواق، إلا أنه ظهر عند هؤلاء التجار الذين رفعوا سعر الكيس الواحد إلى أكثر من 22 ريالاً. وذكر ل"سبق" ماجد الكعبي الذي يقوم ببناء منزله أنه ذهب لمواقع الأسمنت المعتادة، ووجد أحد التجار الباكستانيين يرفع سعر الأسمنت إلى 22 ريالاً، معللاً ذلك بأن سعره ارتفع، ولم يعد موجوداً في معظم مواقع بيعه السابقة, فيما أشار للمواطن تاجر آخر بأنه لا يتوفّر لديه سوى القليل، ولهذا يرفع سعره. ومن جهته، أوضح المواطن عقيل جعفري أن أصحاب التريلات استغلوا حاجة الناس للأسمنت وباعوه في أسواق سوداء داخل القرى، وبعيداً عن أعين الرقابة؛ إذ وصل سعر الكيس إلى 22 ريالاً للكيس. وانتقلت "سبق" إلى موقع تجمّع الأسمنت على طريق جازان أبي عريش، ورصدت تسريب كميات كبيرة من الأسمنت إلى أيدي كثير من الأجانب برغم وجود أعضاء من مصنع الأسمنت، وبرغم أن أعضاء اللجنة طمأنوا الجميع بتوفر الأسمنت وأنه يتم توزيعه بانسيابية، إلا أن هناك نقصاً واضحاً في عمليات الشراء التي تحد الطالبين على أقل من 30 كيساً بمبلغ 14 ريالاً للكيس. وأوضح مصدر بمصنع أسمنت الجنوبية بجازان أنه يتم يومياً توفير من 15 إلى 19 تريلا، وكل تريلا تبلغ حمولتها 600 كيس، فيما انتقد عدم وجود فرع وزارة التجارة في الموقع.