لقضايا الكتاب والمفكرين والأكاديميين، مذاق خاص حين يتم تناولها، ففي مقال ربما يثير الجدل، يدعو كاتب المفكرين العرب إلى إنهاء مقاطعة "إسرائيل" واصفاً تلك المقاطعة بأنها "بطولة ساذجة" وداعياً هؤلاء إلى الظهور على قنواتها. وفي جدل من نوع آخر ترفض كاتبة ما اعتبرته عنصرية المؤسسات العلمية في جامعة الأميرة نورة، بعد تعيين مديرة للجامعة من خارجها. كاتب سعودي يدعو المفكرين العرب إلى إنهاء مقاطعة إسرائيل والظهور على قنواتها يرى الكاتب الصحفي صالح إبراهيم الطريقي في صحيفة "عكاظ" أن فكرة المقاطعة العربية ل "إسرائيل" (بطولة ساذجة) أضرت بكل القضايا العربية، داعياً الكتاب والمفكرين العرب إلى الاستجابة للمؤتمرات والمناظرات الإسرائيلية، والظهور على القنوات التليفزيونية الإسرائيلية، إذا أتيح لهم ذلك، لعرض وجهة النظر العربية مباشرة، ففي مقاله "لماذا لا يظهر المفكر العربي في إسرائيل؟" يعبر الكاتب عن تحول في توجهه وتطور في رؤيته ويقول: "الإنسان كلما مضى به الزمن للأمام ومع التأمل سيعيد النظر في رؤيته للأشياء، فالعقل يتطور وبالتالي رؤيتنا للأمور تتطور، فنعيد تفسير ما فسرناه سابقاً بشكل أعمق". ثم يتناول الكاتب تحوله من فكرة مقاطعة بعض القنوات إلى التعامل معها، قائلاً: "وأتفق كثيراً مع ظهور أي مفكر في القنوات أكثر من حربه لها، فطالما لديك فرصة أن تظهر للملأ وتعبر عن رأيك ورؤيتك للحياة والعدل، لماذا لا تفعل هذا؟ وما الفائدة المرجوة حين تحتفظ بأفكارك لك، ولا تخرجها للعالم؟ إن كنت مؤمناً بهذه الأفكار، فعليك أن تبشر بها، بغض النظر هل القناة تحمل توجهك أم لا"، وعقب هذه المقدمة الطويلة يصل الكاتب لجوهر مقاله ويقول: "حتى وإن كانت تلك القناة إسرائيلية، فلماذا لا تظهر فيها وتعبر عن وجهة نظر العرب في ما يحدث، وعن الظلم الذي تمارسه الآلة العسكرية الإسرائيلية تجاه العزل والأبرياء؟". ثم يعلن الكاتب أن المقاطعة بطولة ساذجة، ويقول: "إن فكرة المقاطعات التي يؤمن بها العرب كثيراً، أضرت بكل قضاياهم، إذ تتاح فرصة للمفكر والمثقف أن يعبر عن وجهة نظر العرب، فيمارس بطولات ساذجة ويعلن عن مقاطعته لمؤتمر ما أو لمناظرة أو لاستضافة من قناة"، ويضرب الكاتب مثالاً بغاندي ويقول: "تخيلوا لو أن غاندي وفي عز صراعه مع بريطانيا، رفض دعوة الملكة لزيارة بريطانيا، بالتأكيد السذج سيصفقون لهذه المقاطعة، لكن غاندي المؤمن بقضيته كان يرى أن علينا أن نجعل الظالم يرى ظلمه ليكف عنه، لهذا ذهب وشرح قضيته، وشكل وسيلة ضغط من الداخل على الحكومة البريطانية، لأنه استطاع أن يجعل الشعب يرى ظلم حكومته".
"د. هيا المنيع" ترفض عنصرية المؤسسات العلمية في جامعة الأميرة نورة ترفض الأكاديمية والكاتبة الصحفية د.هيا عبد العزيز المنيع في صحيفة "الرياض" عنصرية الانتماء للمؤسسات العلمية، التي بدت على بعض منسوبات جامعة الأميرة نورة، بعد تعيين الدكتورة هدى العميل مديرة للجامعة، وهي من جامعة الملك سعود، حيث التنافس العلمي بين الجامعتين، ففي بداية مقالها "عنصرية علمية أم مؤسسية؟" تبدي الكاتبة الحرج من مناقشة القضية وتقول: "بدايةً أعترف أنني ترددت كثيراً قبل كتابة هذه المقالة لعدة أسباب، منها خشية فهمها خطأ وتفسيرها وفق رؤية لم أقصدها أو حتى أفكر فيها.. ولكن الفكرة ألحت علي.. خاصة أنني من النوع الذي يكره العنصرية بكل إشكالها". ثم تمضي الكاتبة: "بعد تعيين معالي الدكتورة هدى العميل مديرة لجامعة الأميرة نورة وهي من خارج ذلك الحرم الجامعي وتحديداً من جامعة الملك سعود حيث التنافس العلمي بين الجامعتين.. ذلك الخبر كان بمثابة صدمة لبعض منسوبات جامعة الأميرة نورة إلى حد أن البعض اعتبرنه خروجاً عن السياق الموضوعي، وأنه تجاوز للكفاءات النسائية في جامعتهن، وكان من المفترض أن تكون المديرة الجديدة من منسوبات الجامعة.. البعض الآخر وهن بصراحة لسن الأكثرية اعتبرنه أمراً طبيعياً، وأنه يدخل في سياق تمكين المرأة لخدمة المرأة بصرف النظر عن تلك الأطر التي حان تحطيمها بقرارات قوية وحاسمة لصالح المرأة ومشاركتها في التنمية لخدمة مجتمعها عموماً وأخواتها على وجه الخصوص". وتعلق الكاتبة بقولها: "نعاني من عنصرية في الانتماء للمؤسسات العلمية إلى حد أن البعض يريد أن تبقى جامعاتنا أنساقاً مغلقة لا يدخلها إلا منسوبوها، ولا يشارك في تقدمها وإدارتها إلا منسوبوها.. حتى وإن وجدت عناصر بشرية خارج تلك المؤسسة مؤهلة ويمكن أن تشارك بفعالية في التقدم والعطاء لصالح الوطن بصرف النظر عن الانتماء لجامعة أو أخرى". ثم تطالب الكاتبة بنبذ هذه العنصرية، وتقول: "أعتقد أن الوقت مناسب جداً للتخلص من بعض عنصريتنا خاصة أننا فشلنا في التغلب على العنصرية الاجتماعية التي اخترقت جسدنا الاجتماعي ونهشته بقوة، والخطورة أن تنتقل ثقافة العنصرية إلى المؤسسات العلمية فنجد الانتماء للمؤسسة أو الجامعة يتغلب على الانتماء الوطني.. وربما لا تقف عند الجامعات بل نراها تمتد لكل المؤسسات"، وتنهي الكاتب بقولها: "ثقافة الانتماء للمكان أو المؤسسة إيجابية في حال لم تكن عائقاً في العمل والانسجام مع بقية أعضاء المجتمع، والنظر لهم وفق نظرة الانتماء الأكبر وهو الوطن".