على أنغام النشيد الوطني؛ أبناء المملكة العربية السعودية عادوا إلى أرض الوطن بعد أن حققوا إنجازًا عظيمًا ضُم إلى قائمة إنجازات المملكة وشهد العالم بأجمعه عليها، فبعلمٍ قوي وعزيمةٍ أقوى تمكنّ أبناء وطننا الكرام من الوصول إلى العاصمة السويسرية والمشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2025، حيث إن المعرض أكبر وأقوى المعارض المتخصصة في الابتكارات على مستوى العالم، مما زادنا فخرًا بمشاركة البعثة السعودية فيه بأقوى الاختراعات والابتكارات في مختلف المجالات من الهندسة، والطب، والكيمياء، والبيئة، وعلوم النبات، ونُظم البرمجيات، والطاقة ضمن أكثر من 40 دولة حول العالم. لنفوز بفضل الله عز وجل ثم بفضل مبتكري الوطن بالجائزة الكبرى متقدمين على الكثير من المشاركين والتي توّج بها من جامعة المجمعة الدكتور المبتكر "سعد العنزي" الاستشاري في طب وجراحة العيون ليبتكر اختراعًا مميزًا في عملية الماء الأبيض على العيون حتى تتم بشكلٍ أكثر دقةً وسهولة من ذي قبل. كما تُوجّ أبناء المملكة ب 124 ميدالية دولية أحدثت علامة فارقة وقوية في مسيرة الابتكار داخل السعودية وخارجها حصدها طلاب التعليم الجامعي والعام، كما حصدتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بجانب أيضًا 6 جوائز دولية أخرى فاز منها التعليم الجامعي ب 4 جوائز، والتعليم العام جائزتان حصدها 161 مبتكراً سعودياً بالمعرض لنضم هذه الإنجازات العظيمة في ملف الوطن، بالإضافة إلى أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه لمنظومة التعليم منذ أن انطلق معرض جنيف. ليُهنئ وزير التعليم يوسف عبد الله البنيان الوفد السعودي على ما حققه من إنجازات عظيمة أكدت الدور الكبير التي توليه الحكومة السعودية لترعى أبناء الوطن ومواهبهم، وتُمثل حصادًا مميزًا لأهداف رؤية 2030 التي تحث على تنمية القدرات البشرية وزيادة جودة التعليم بالمملكة العربية السعودية. فلم تمر الأعوام إلا وقد حصدنا أهداف هذه الرؤية العظيمة وجهود المملكة الجبار في تعزيز حضور السعودية في مشهد الابتكار العالمي في مختلف المجالات والتخصصات لتُشيد هذه الإنجازات بقوة الوطن والبنية العقلية السليمة فيه لنحصد في عامنا الحالي والأعوام المقبلة بإذن الله تعالى المزيد والمزيد من الميداليات. حيث اهتمت حكومة المملكة برؤية شباب الوطن، لذا رسمت لهم مستقبلاً مزدهرًا وواعدًا عن طريق دعم البيئة التعليمية أولًا وتحسين مخرجات التعليم الأساسية ليتم تطوير المناهج التعليمية وتعزيز مهارات الإبداع الطلابي، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم الرقمي لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، كما اهتمت المملكة بالتعليم العالي للجامعات والبحث العلمي لتُطلق لنا وزارة التعليم مبادرات عظيمة والتي منها مبادرة منصة "مدرستي" المتخصصة في التعليم الافتراضي، وبرنامج "موهبة" لرعاية الموهوبين والإبداع داخل المملكة وغير ذلك الكثير من المبادرات التي دعمت التعليم السعودي. بالإضافة إلى جهود المملكة الجبار في القطاع الصحي وفقًا لرؤية 2030 والتي أسهمت في نقل منظمة الصحة من مكانة إلى مكانة أخرى أكثر نجاحًا وتميزًا لنشاهد هذا اليوم بأم أعيننا متمثلًا في أهم الاختراعات بمعرض جنيف الدولي لعام 2025، حيث دعمت الحكومة البحث العلمي الخاص بالقطاع الصحي، وسهلت الحصول على الخدمات الصحية، كما وفرت مبادرات نوعية ممتازة كمنصة "صحتي" وبرنامج "حصن" وغير ذلك من المبادرات التي كانت سببًا في دفع المملكة للأمام. كما نشيرُ بالذكر إلى الجهد الكبير الذي نشهده في التقنية الحيوية من خلال العديد من الاستراتيجيات التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- لخدمة القطاع بشكلٍ ممتاز والتطوير من قطاع التقنية الحيوية للتعزيز من أبحاث علم الجينوم، واللقاحات والأدوية الحيوية، وذلك بهدف تحسين جودة حياة المواطنين. بالإضافة إلى دعم التحول الرقمي ونُظم المعلومات من خلال الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، والتعزيز من الأمن السيبراني، وإطلاق مبادرات وبرامج مهمة ساعدت في تحقيق رؤية البلاد بكفاءة كبيرة وعززت من مشاركة أبناء الوطن السعودي في معرض جنيف والتي منها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وغيرهم الكثير. وما زالت المملكة العربية السعودية مصممة على تطوير كل قطاعٍ فيها، ودعم وتعزيز المواطنين لإظهار الابتكار الكامن بهم ليخرج للنور ويراه العالم أجمع وليصبح حكاية فخرٍ للمملكة نرويها اليوم وفي المستقبل لأبنائنا بروحٍ واحدة وتحت شعارٍ ورايةٍ خضراء.