رغم انطلاق أول بطولة لكأس الأمم الآسيوية "كأس آسيا" عام 1956 إلا أن البريق غاب عن هذه البطولة حتى بدأت المشاركات العربية فيها مع عام 1972. وقد شهدت البطولات الست الأولى مشاركات هزيلة من المنتخبات الآسيوية؛ حيث تراوح عدد الفرق المشاركة فيها من أربعة إلى ستة منتخبات في كل بطولة. وقد بدأ انطلاق بطولات كأس آسيا قبل نظيرتيها في إفريقيا وأوروبا، ولكنها لم تحقق في نسخها الأولى النجاح نفسه الذي حققته بطولتا كأس الأمم الإفريقية والأوروبية. وقد تولدت فكرة إقامة البطولة في مانيلا عام 1954 خلال اجتماع لمندوبي الدول المؤسسة للاتحاد الآسيوي للعبة، الذين اتفقوا على ضرورة تطوير مستوى اللعبة في جميع أنحاء القارة الآسيوية من خلال وسائل عدة، كان منها إقامة هذه البطولة التي يتنافس فيها أقوى منتخبات القارة. وقد جاءت ضربة البداية في بطولات كأس آسيا عام 1956 بهونج كونج، بمشاركة منتخبات كوريا الجنوبية وفيتنام والكيان الصهيوني، إضافة إلى منتخب الدولة المنظمة، وتُوّج المنتخب الكوري باللقب الأول لكأس آسيا قبل أن يحافظ على اللقب في البطولة الثانية عام 1960 في ضيافة بلاده، وبمشاركة منتخبات فيتنام والكيان الصهيوني وتايوان، وتنازل المنتخب الكوري عن موقعه على عرش الكرة الآسيوية من خلال احتلال المركز الثالث في البطولة الثالثة التي أُقيمت في إسرائيل عام 1964، بينما تُوّج منتخب الكيان الصهيوني باللقب متفوقاً على نظيره الهندي. واستمرت إقامة البطولة بنظام دوري من دور واحد في البطولة الرابعة التي استضافتها إيران عام 1968، والتي شهدت للمرة الأولى ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة من أربعة إلى خمسة منتخبات، كما شهدت بطلاً جديداً لكأس آسيا هو المنتخب الإيراني، كما كانت هذه البطولة هي الأخيرة لمنتخب الكيان الصهيوني في بطولات كأس آسيا. وفي عام 1972 حافظ المنتخب الإيراني على لقبه في البطولة التي استضافتها تايلاند، وارتفع فيها عدد المشاركين إلى ستة منتخبات، قُسّمت إلى مجموعتين، وتأهل الأول والثاني من كل منهما إلى المربع الذهبي ثم حسم المنتخب الإيراني اللقب لصالحه بالفوز على المنتخب الكوري 2/ 1 في المباراة النهائية بعد وقت إضافي. وقد شهدت هذه البطولة أول مشاركة عربية في كأس آسيا من خلال منتخبي الكويت والعراق، ولكنّ كلاً منهما خرج من الدور الأول للبطولة بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته. ولكنَّ المنتخبَيْن نفسيهما نجحا في شق طريقيهما إلى المربع الذهبي للبطولة التالية عام 1976، التي استضافتها إيران مجدداً، بمشاركة ستة منتخبات، قُسّمت أيضاً إلى مجموعتين في الدور الأول، ونجح المنتخب الكويتي في بلوغ المباراة النهائية للبطولة، لكنه خسر بهدف نظيف أمام المنتخب الإيراني صاحب الأرض، الذي تربع على عرش القارة الآسيوية للمرة الثالثة على التوالي. وكانت البطولة السابعة التي استضافتها الكويت عام 1980 نقطة تحول في تاريخ كأس آسيا؛ حيث قفز عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من ستة إلى عشرة منتخبات، كان من بينها أربعة منتخبات عربية، هي "الكويت وقطر وسوريا والإمارات". وتَوّج المنتخب الكويتي المشاركة العربية القوية في هذه البطولة من خلال إحراز اللقب بالفوز الكبير على نظيره الكوري بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة النهائية، وبعدها بأربع سنوات حافظ المنتخب السعودي على اللقب عربياً في البطولة الثامنة التي استضافتها سنغافورة، بمشاركة عشرة منتخبات أيضاً، منها خمسة منتخبات عربية، هي "الكويت وقطر والسعودية وسوريا والإمارات". وقد تُوّج المنتخب السعودي باللقب بعد تغلبه على نظيره الصيني بهدفين نظيفين في المباراة النهائية، وحافظ المنتخب السعودي "الأخضر" على لقبه بعد الفوز على المنتخب الكوري 4/ 3 بضربات الترجيح في المباراة النهائية لبطولة عام 1988، التي استضافتها قطر؛ حيث انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وواصل المنتخب السعودي هوايته في بلوغ المباراة النهائية على مدار البطولات الثلاث التالية، واكتفى الفريق بالمركز الثاني في بطولة 1992 باليابان عندما خسر بهدف نظيف أمام أصحاب الأرض، ثم استعاد اللقب في عام 1996 بالإمارات بعد التغلب على نظيره الإماراتي في نهائي عربي خالص للبطولة، وامتدت المباراة إلى وقت إضافي، ولكن التعادل السلبي ظل قائماً بين الفريقَيْن؛ ليحتكما إلى ضربات الترجيح التي حسمت اللقاء لصالح المنتخب السعودي 4/ 2. وتُوّج المنتخب الياباني بلقب البطولة التالية التي استضافتها لبنان عام 2000 بالفوز على نظيره السعودي 1/ صفر في مواجهة مكررة لنهائي بطولة 1992، وحافظ المنتخب الياباني على لقبه في البطولة التالية التي استضافتها الصين عام 2004؛ حيث تغلب على أصحاب الأرض 3/ 1 في نهائي مثير؛ ليصبح ثالث منتخب يُتوّج بلقب كأس آسيا ثلاث مرات بعدما سبقه إلى ذلك منتخبا إيران والسعودية. وفي عام 2007 شاركت أربعة دول، هي "إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام" في استضافة البطولة الرابعة عشرة، التي شهدت للمرة الثانية على التوالي مشاركة 16 منتخباً في فعاليات البطولة. ونجح المنتخب العراقي في التغلب على جميع الصعاب التي واجهها، منها الإعداد الهزيل للفريق بسبب الظروف السياسية والعسكرية في بلاده، وأعاد اللقب إلى الكرة العربية بعد التغلب على نظيره السعودي 1/ صفر في ثاني مباراة نهائية عربية خالصة على لقب كأس آسيا. وعلى الرغم من هزيمته في النهائي أصبح المنتخب السعودي هو الأكثر نجاحاً على مدار بطولات كأس آسيا؛ حيث تأهل إلى المباراة النهائية ست مرات في آخر سبع بطولات.