لا يزال عددٌ من سكان قرية الحميراء شرق منطقة "جازان" يعانون الأمرين بعد أن أزالت المواصلات منازلهم، وسكنتهم في بركسات تفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية، وتركتهم من قرابة نصف العام معرضين لخطر الأمراض، والموت صعقًا، ولدغات الأفاعي القاتلة والتي سببت في نقل أحدهم إلى المستشفى. بداية القصة بدأت المعاناة بحسب حديث المتضررين ل "سبق" منذ أشهر طويلة، وذلك عندما اتفقت معهم إدارة المواصلات بجازان على إزالة منازلهم نظير تعويضهم عنها، وهو ما لم يتم حتى الآن وسط مماطلات، مشيرين إلى أنها اكتفت بتسكينهم في بركسات مكشوفة وغير مؤهلة للسكن الآدمي، وضيقة جدًا تتكون فقط من غرفتين ومطبخ ودورة مياه، في الوقت الذي يصل عدد أفراد بعض الأسر على حد قولهم إلى ثمانية أشخاص.
الخطر يتربص بهم وقال المتضررون إنهم أصبحوا يعيشون في حالة هلع ورعب مستمرين، خوفًا على أبنائهم من خطر الصعق الكهربائي بسبب الأسلاك، وتسرب الأمطار ولدغات الثعابين والعقارب، والأمراض، خصوصًا أن مياه البيارات الملوثة بالقاذورات ارتدت عليهم. نجاة من موت محقق وروى أحد السكان قصة نقل ضيفه إلى المستشفى موضحًا أن أفعى سامة لدغته بعد أن استقبله في الخلاء لعدم توفر مكان مناسب بالبركس والذي وصفه بالسكن المخجل.
وطالب المتضررون إمارة المنطقة بالتدخل العاجل لتوجيه إدارة المواصلات بسرعة تعويضهم أو على أقل تقدير نقلهم إلى شقق مفروشة حتى يتم الموافقة على الصرف.
استجابة "وتواصلت سبق" بدورها مع مدير إدارة المواصلات بجازان المهندس ناصر الحازمي وطرحت عليه شكوى المواطنين، وأكد أن التعويض رفع للوزارة للصرف وبين أنه تم تأمين مساكن لهم من قِبل المقاول. حقوق الإنسان من جانب آخر طالب المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجازان أحمد البهكلي وزارة المواصلات بسرعة تعويضهم وقال ل"سبق" إن الأصل سرعة تعويض من تنزع ملكية أرضه أو بيته ماديًا ليستحدث بذلك مسكنًا آخر لائقًا بحجم الأسرة وحاجتها لأن القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار، مشيرًا إلى أنه إذا كانت البدائل المؤقتة غير ملائمة فذلك خطأ لأن الواجب تأمين البديل الصالح المعقول وليس التضييق على المواطن.