عاش ذوو شابّ عشرينيّ يقطنون مركز الهدار الواقع على بعد 110كم غرب محافظة الأفلاج قبل فجر اليوم تجربة قاسية بعد تعرُّض ابنهم الذي كان يدرس في المستوى الأول في كلية المجتمع في الأفلاج لنوبة قلبية مفاجئة، نقلوه على إثرها إلى مركز الرعاية الأولية في الهدار إلا أنه فارق الحياة بعد نقله على سيارة خاصة؛ بسبب تعطّل سيارة إسعاف المركز القريب منهم أثناء محاولة نقله عليها . وبدأت فصول المعاناة بعد أن قامت الأسرة بإسعاف المريض، ونقله إلى المركز الصحي في الهدار، وعلى الفور طلب دكتور المركز سرعة نقل ابنهم إلى المستشفى العام في الأفلاج؛ لعدم وجود الإمكانيات الكافية لمثل هذه الحالات في رعاية الهدار، وبعد حمل المريض ووضعه في سيارة الإسعاف للانطلاق به إلى المستشفى أفاد السائق بأن المركبة لم تعمل، فلم يجد أشقاء المريض؛ كون حالة أخيهم لا تستدعي التأخير أكثر من ذلك سواءً نقله على سيارتهم الخاصة والتوجّه به إلى المستشفى العام الذي يبعد عن مركزهم 110كم، وللأسف وعقب وصولهم إلى قسم طوارئ المستشفى العام تبيّن أن الشاب لفظ أنفاسه الأخيرة رغم محاولات الأطباء الحثيثة لإنقاذه، حيث أُدّيت عليه الصلاة عقب صلاة الجمعة اليوم . ومن جانبه، أكد مطرف الدوسري أحد سكان الحي أن مركز الرعاية الأولية في الهدار بحاجة إلى تغيير كامل، فالمبنى متهالك وسيارة الإسعاف "خردة" لا تفي بالغرض، ولا يوجد بها جهاز الأوكسجين، ويفتقر لأبسط الاحتياجات الصحية، ودليل ذلك أن مكتب أحد الأطباء موجود من عام 1416ه، وكان وصوله للمركز مجرد هدية من المحكمة الشرعية في الهدار، ويحمل شعار المحكمة، وجهاز الكمبيوتر الذي يعمل عليه حالياً موظّفو المركز لم توفّره لهم وزارة الصحة، بل إن الموظّفين أنفسهم هم من اشتروه بنقودهم "قطه"، مضيفاً أن المركز يفتقد لطبيبة نساء وولادة . وفي نهاية حديثه ل"سبق" ناشد الدوسري وزارة الصحة بالتحرّك ومعالجة هذه المشكلة التي أسماها على حدّ قوله "بالمهزلة الصحية "، والتي يعيشها مركز الرعاية الصحية بالهدار منذ فترة.