فاجأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، العالم منتصف ليلة السادس والعشرين من شهر مارس عام 2015، ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن؛ وذلك بالتوجيه الذي كان صادراً من "قصر العوجا"، بعد استغاثة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ويعلن ذلك التوجيه من منصة البيت الأبيض بلسان عبد الله الجبير وزير الخارجية السعودي والسفير السابق لدى واشنطن، عن انطلاق "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة ودول الخليج ودول عربية، بعد استنجاد الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي بالسعودية؛ وذلك لوقف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن الانقلاب على الشرعية.
واليوم وبعد قرابة 4 أشهر على بدأ "عاصفة الحزم" ومراحلها حطّت في مطار عدن أولى ركائز الحكومة الشرعية اليمنية التي يقودها نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، بعد أن أوفى خادم الحرمين الشريفين بوعده، بعودة الشرعية لليمن.
الحزم لإعادة الشرعية يَعُد قادة العالم والمراقبين السياسيين والاستراتجيين والعسكريين، القرار الذي اتخذته قيادة المملكة بإطلاق "عاصفة الحزم" قراراً تاريخياً، يبرهن على ثبات مواقفها ومبادئها المساندة للأشقاء وحماية مصالح الشعوب، وحفظ أمنهم، وصيانة استقرارهم وخيرات بلادهم.
فالقرار جاء لحفظ مصالح الشعب اليمني، بكل طوائفه وقبائله، حين وقف ضد الانقلابيين الحوثيين الذين أرادوا تسليم اليمن للهيمنة الإيرانية؛ حيث رَضِيَت ميليشيات الحوثي لنفسها أن تكون رأس حربة لأهداف إيران في المنطقة العربية وزعزعة الأمن العربي، وتهديد استقرار دول مجلس التعاون.
وكان القرار الحازم مبنياً على استجابة لطلب من الشرعية اليمنية الممثلة لإرادة اليمنيين؛ من أجل صيانة وحدة اليمن والحفاظ على دولته ومؤسساته، وإبعاد شبح الحرب الأهلية.
وحين رأت الشرعية اليمنية أن الهدف قد تَحَقّق، طلبت من المملكة وحلفائها إيقاف عاصفة الحزم، مع توفير الأسباب التي تُبقي الأمن والاستقرار. وهكذا حملت عاصفة الحزم لليمن "عودة الأمل" باستعادة الشرعية التي تمثلهم وتعبر عن اختياراتهم وإرادتهم، وفتحت الآفاق أمامهم لإخراج وطنهم من نفق مجهول كان الأشرار يدفعونهم إليه بالقوة. استراتيجية واضحة كان واضحاً طوال فترة "عاصفة الحزم" أن المملكة ودول التعاون الخليجي، تعمل وفق استراتيجية دبلوماسية تتزامن في مسار واحد مع الضربات العسكرية؛ حتى إذا حققت الأهداف المرسومة من الضربات الجوية، تكون الظروف مواتية لأن تعود القوى اليمنية للحوار، وهو ما تم خلال الجهود الجبارة التي قامت بها لاستصدار قرار مجلس الأمن 2216؛ على الرغم من العقبات الجمة التي كادت تُعَرْقل القرار أكثر من مرة.. بالطبع هذه المرة لن يكون الحوار على وقع انقلاب الحوثيين الذي أصبح من الماضي؛ بل وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بعد أن رسّخ قرار مجلس الأمن الأرضيّة المناسبة للحوار بين الفُرَقاء اليمنيين، وأقرّ أنهما وحدهما مَن سيتحاور بناء عليهما اليمنيون.
الحكومة تعود لليمن بعد "الحزم" و"الأمل" جاء الآن دور المحور السياسي، الذي لعبته المملكة منذ انطلاق "عاصفة الحزم" بشكل ممتاز، وجاء الدور حالياً لاستكمال ما تم تحقيقه من إنجاز عسكري بالجهود السياسية المميزة للمملكة؛ فقد كان هناك حراك مستمر من القيادات السعودية على جميع الأصعدة داخلياً وخارجياً؛ لاستقطاب الدول لهذا التحالف، وإيضاح ما وصلت إليه هذه الخطة؛ فالدبلوماسية السعودية حقّقت شيئاً كثيراً؛ فقد توقّفت "عاصفة الحزم" بعد 29 يوماً؛ لتبدأ بعدها "إعادة الأمل"، التي يعدها المراقبون نجاحاً دبلوماسياً وعسكرياً؛ فعدن التي حاول الحوثيون السيطرة عليها باتت تحت سيطرة الحكومة الشرعية التي بدأت أعمالها بقيادة نائب الرئيس المني خالد بحاح، والذي يتابع السهم الذهبي وتقدم المقاومة للسيطرة على بقية المدن اليمنية.
وعد سلمان كان لخادم الحرمين الشريفين بعد بدء "عاصفة الحزم" ب3 أيام كلمة أمام قادة العرب في شرم الشيخ، أكد فيها وعده لليمنيين باستمرار عملية "عاصفة الحزم" حتى تُحَقق أهدافها، وحتى ينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار، واليوم يفي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقادة التحالف بعودة أولى ركائز الحكومة الشرعية لليمن؛ فمنذ أسبوع وصل الوزراء، واليوم حطّت طائرة نائب الرئيس بحماية من قواة التحالف ومن قوة النخبة السعودية لمطار عدن ليبدأ عمل الحكومة الشرعية اليمنية وفقاً لدعم التحالف العربي لاستقرار اليمن.