قلّل المستشار في مكتب وزير الدفاع المتحدث باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد حسن عسيري، من حجم وتأثير المناوشات التي تقوم بها المليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح على الحدود الجنوبية للمملكة، مشيراً إلى أنها تحاول بتلك المناوشات - وإن كانت مزعجة - البحث عن نصر إعلامي أو معنوي، يخفف من ضغوط الفشل والهزيمة لقواتهم المنهارة بعد تحرير عدن. وشدد "عسيري" على أن الحدود السعودية آمنة ومستقرة، وستظل كذلك بفضل الله، ثم بجهود قوات التحالف والقوات المسلحة.
وقال "عسيري" الليلة في حديث تلفزيوني مع قناة cbc إكسترا المصرية: "الحدود السعودية كانت، وما زالت، وستظل -بإذن الله- آمنة بفضل الله، ثم بفضل جهود قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية المرابطة على الحدود". مضيفاً: "عمليات المناوشات التي تتم بين وقت وآخر نحن نعي دورها، ونعي الهدف منها، وهي رسائل تتعلق بالضغط الذي تتعرض له المليشيات الحوثية والمخلوع علي صالح داخل اليمن، في محاولة لتحقيق أي نصر إعلامي أو معنوي لقواتهم المنهارة".
وأردف "عسيري": "هذا النوع من المناوشات مزعج، لكن هناك من الإجراءات والتدابير التي تتم من القوات المسلحة ما يكفي لدرء مخاطر مثل هذه الأعمال". يُذكر أن القوات السعودية - وبحسب قناة "العربية" - قد أحبطت اليوم مخطط هجوم لمليشيات علي صالح على منفذ الطوال الحدودي مع اليمن. وتمكنت القوات من تدمير أكثر من 16 آلية لمليشيات الحوثي.
وأشارت مصادر "العربية" إلى أن القوات السعودية المشتركة تلقت بلاغاً من خلال أبراج مراقبتها والعمليات الاستطلاعية، يفيد بتحركات مركبات، تتجه نحو منفذ الطوال.
وتصدت القوات لذلك الهجوم بعد اشتباكات استمرت ست ساعات، وشاركت المدفعية والدبابات، وكذلك طائرات الأباتشي المروحية وطيران قوات التحالف في صد هذا الهجوم. وكان تخطيط الهجوم العسكري من قبل جيش المخلوع صالح لدخول المنفذ عن طريق توجيه قواعد صواريخ الكاتيوشا إلى منفذ الطوال، ودخول المركبات العسكرية إلى منفذ الطوال، التي كانت تقل عشرات المسلحين. فيما كان تصدي القوات السعودية المشتركة لذلك الهجوم من خلال الدبابات الرئيسية "البرامز والبرادلي" وطائرات الأباتشي المروحية. بينما كانت طائرات التحالف تقصف قواعد الصواريخ وبعض الآليات لجيش المخلوع صالح خلف تلك الجبال. وعن دلالات وصول طائرة سعودية لمطار عدن اليوم قال "عسيري" في حديث تلفزيوني آخر لنشرة أخبار القناة السعودية الأولى: "إن الطائرة سعودية، لكنها تابعة لقوات التحالف لإعادة الأمل". مشيراً إلى أن عمل القوات تكاملي.
وأضاف: "وصول هذه الطائرة مطار عدن يعني أن هناك أموراً إيجابية تتم". معتبراً أنها خطوة للإمام.
وأوضح العميد العسيري أن جهود الإغاثة بدأت منذ اليوم الأول لإعادة الأمل، وهي مستمرة، لافتاً إلى أنها "كانت تتم من جيبوتي، لكن الآن يوجد قاعدة ثابتة داخل اليمن، هي مدينة عدن ومطار عدن، وسيكون لها دور إيجابي في تحسين وسهولة سرعة وصول المواد الإغاثية للأشقاء في اليمن".
ولفت العميد عسيري إلى أن هناك عمليات أمنية مهمة وعمليات تأهيل للمطار، من الضروري أن يتم إجراؤها؛ حتى يصبح مؤهلاً لاستقبال مزيد من الطائرات وإدامة عمليات الإغاثة.
وبيّن العميد عسيري أن قوات التحالف تعمل بروية وبوضوح وتخطيط وصبر، وهي مستمرة في دعم وتجييش المقاومة اليمنية الداعمة للشرعية.
ووصف ما يجري حالياً في قاعدة "العَنَد" بأنه "عمليات تكتيكية على الأرض، تهدف لتحقيق نتائج استراتيجية على مستوي العمليات". مؤكداً أن هناك عمليات مستمرة وجارية، وستكون النتائج إيجابية في القريب العاجل - بإذن الله -.
يُشار إلى أنه إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني الشقيق فقد أمر سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية لنقل المساعدات من مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة شرورة إلى محافظة عدن في اليمن. وقد وصلت -بحفظ الله ورعايته- هذا اليوم أول طائرة إلى مطار عدن الدولي بعد تحريره من مليشيات الحوثيين ونظام المخلوع، وهي تحمل 20 طناً من المواد الغذائية.
وكان في استقبال الطائرة لحظة وصولها نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، ووزير النقل، ومستشار الرئيس اليمني، ومحافظ عدن، ومحافظ أبين، ومدير مطار عدن الدولي.