طرح استشاري نمو وسلوك الأطفال والمراهقين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور حسين الشمراني، خططاً وحلولاً جذرية تساهم في حماية الشباب من مغبة الانحراف عن المنهج، والانخراط مع قوات "داعش" والجماعات الإرهابية، وما ينتج عنها من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع. وقال "الشمراني" ل"سبق": لاحظنا جميعاً ما يُنشر في وسائل الإعلام عن شباب صغار في السن يتم التغرير بهم وتجنيدهم ليصبحوا أدوات للقتل والتفجير بيد الجماعات المتطرفة، فيستهدفون أهلهم ومجتمعهم، مع أن البعض منهم لم يسبق له السفر إلى خارج السعودية، إلا أن هذه الجماعات استطاعت الوصول لهم عبر وسائل الإعلام، واستغلّت حبهم للدين وتقبلهم للأفكار دون نقاش.
وأضاف: كما أن ضعف الرقابة الأسرية ساهم في سهولة تجنيدهم، بل إن بعضهم سافر دون علم أهله، ونستغرب كيف يمكن لهذه الجماعات إقناع الشباب بأن يكونوا انتحاريين يفجرون أنفسهم، دون أن يُعملوا عقولهم ويرفضوا ذلك.
وطرح "الشمراني" بعض الحلول والخطط الاستباقية لمواجهة التغرير بالشباب وتجنيدهم من قبل "داعش" وغيره، مؤكداً أن المواجهة الأمنية لا تكفي لمحاربة فكرهم والقضاء عليه، لافتاً إلى أن المواجهة تبدأ من طريقة التربية والتعليم في المجتمع، وهنا تتشارك الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام وغيرها.
واشتملت الخطط الاستباقية التي قدمها الاستشاري لمواجهة التغرير بالشباب وتجنيدهم من قبل "داعش" على اثني عشر خطوة؛ فالخطوة الأولى تبدأ من تربية الأطفال على أسس الحوار والتقبل والتعايش واحترام التعددية والاختلاف، والثانية تربيتهم على نبذ كل أشكال العنصرية والطائفية وسن القوانين لذلك، والثالثة تربية أطفالنا على النقاش والسؤال والتفكير وإعمال العقل بمعنى "قرر ولا تتبع فقط.. لا تسلم عقلك لغيرك"، فلا يستطيع أحد زرع أفكار متطرفة بسهولة.
وعن الرابعة أشار فيها إلى تربية أبنائنا على البحث بأنفسهم والوصول للإجابة بعد تمحيص واقتناع، فلو بحثوا بأنفسهم لعرفوا الحق، والخامسة تربيتهم على أن لهم الحق في انتقاد وتمحيص أي فكرة مهما كانت، فالطاعة المطلقة لمن يستغل لباس الدين ليمرر أفكاره المتطرفة تدفعهم للهلاك، والسادسة تعويدهم على مفهوم أن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن الدنيا متعددة الألوان وليست أبيض وأسود فقط، فكل منا فيه الخير والشر.
وأوضح الدكتور "الشمراني" أن السابعة تقييم من يتم القبض عليه نفسياً واجتماعياً، لمعرفة هل هو خطر على المجتمع أم لا، وكيفية تغيير قناعاته وطريقة تفكيره، بالمشاركة مع مختصين في علم النفس والاجتماع والدين، والثامنة تشديد الرقابة على القنوات وسائل الإعلام، وكذلك تشديد الرقابة الأسرية على ما يشاهده أطفالنا وشبابنا، فكثير من صغار السن يتم تجنيدهم عبر الإنترنت، ونلاحظ حرص واهتمام تلك الجماعات المتطرفة على استخدام وسائل الإعلام لنشر أفكارهم وتصويرهم على شكل أبطال وقدوات للشباب واستغلال الجانب الديني والحماس الموجود لدى الشباب، والتاسعة التأكد من منع كل أشكال العنف والقسوة والانتقام في التربية والإعلام، فالعنف يولد العنف، والعاشرة زرع قيم التسامح والمحبة والتعايش.
ولفت إلى أن الحادية عشرة هي بناء علاقة وثيقة بين الآباء وأولادهم، تقوم على أسس الحوار والمصارحة والمتابعة والاهتمام اليومي، وهو ما سيساعد الأهل على توجيه أبنائهم وإرشادهم للطريق الصحيح، وملاحظة أي تغيير عليهم، وبالتالي المبادرة في إرشادهم قبل فوات الأوان، وأخيراً إبراز دور العلماء في نشر الدين الصحيح والرد على الشبهات والتحذير من الجماعات المتطرفة.