يرى الشيخ حسين بن شامر إمام وخطيب جامع الإمام مسلم أن "داعش مشروع حقيقي لحرب الأمة بالوكالة وتمزيق ما بقي من أوصالها وحز لمفاصل الإسلام سواء أدركوا ذلك أو لم يدركوه". وأضاف بن شامر "يبدو للمتأمل أنهم يعيشون حالة الانتقام واليأس من الجميع بالذات المسلمين فنحن لم نشاهدهم يقاتلون من أجل مظلوم أو مكلوم أو عدو إنما قتالهم يضع أمام العامي فضلا عن المثقف ألف تساؤل، فمثلاً ما فعلوه في بلادنا من تفجيرات وقتل لرجال الأمن يا ترى من يخدمون في هذا كله؟".
وتابع "الذي يزيد الوجع في قلوبنا أن من يقوم بهذا العمل أبناء جلدتنا والبقية يتفرجون على أشلاء أبنائنا وهي تتمزق وتتطاير بدعوى الجهاد والجنة، لا يوجد مسلم على وجه الأرض يكره الجهاد أو يكره أن يموت في سبيل الله شهيدا لكن ليس بهذه الطريقة، وليس بهذا الأسلوب وليس بسفك دماء الأبرياء وليس بفكر التكفير والتفجير لأن الشهادة ليست لكل أحد فالله يقول: ويتخذ منكم شهداء".
وأكمل "ما بُعث عليه الصلاة والسلام ليزهق الأرواح ويقضي على حياة البشر ويصد عن سبيل الله بقوة السيف والساطور بل كاد يهلك نفسه حسرة على هداية الخلق، ويذهب لليهودي يدعوه إلى الإسلام وهو على فراش الموت رحمة وشفقة به. ويقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وأردف الشيخ بن شامر "أنا أقول لداعش أنتم تقاتلون الأمة بأسرها بالوكالة وتخدمون المشروع الإيراني، وتصدون عن سبيل الله وتقدمون للأعداء خدمة كبيرة للقضاء على المسلمين وصدق فيكم رسول الله يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان".
وكشف الشيخ بن شامر عن تلقيه تهديدا بقطع رأسه وقال "ليست هذه المرة الأولى من داعش وجاءتني ووصلتني رسالة بذلك واتهمت بالعمالة والخيانة لأنني خطبت وتحدثت في محاضراتي ودروسي عن عاصفة الحزم وعملت مقاطع للجيش وإخوتنا المرابطين وكان لها أثر كبير والحمد لله في معنويات المرابطين".
وأكمل "تعلم أن داعش تكفر الجيش بأكمله وتأتينا اتصالات من هناك فكان هذا يخالف منهجهم فتلقيت هذه التهديدات والتي أقابلها دائما بالدعاء لهم وبسلاح حسبنا الله ونعم الوكيل".
وقال بن شامر "كان التهديد الأخير بسبب تغريدة كتبتها عن حادثة خميس مشيط المفجعة واستنكرت فيها قتل ابن لأبيه في ليلة مباركة وشهر عظيم الناس خرجت من بيوت الله بعد تهجد ودعاء ومناجاة ثم نخرج على هذه الفجيعة فكأن تعليقي لم يكن بالمناسب لديهم فتم تهديدي بقطع رأسي على مشارف حسام ونحن في بلد يسوده الأمن بحمد الله وله سيادته أترك الأمر وما يجري لي بين أيديهم وأسأل الله الهداية لشبابنا وأن يعز الإسلام وأهله وأن يحفظ أمننا وبلادنا وأن ينصر بها الحق وأهله".