أكد الداعية الشيخ إبراهيم يحيى بخاري أن انطوائية الشباب وميلهم نحو العزلة وعدم مخالطة الناس، قد تكون أحد مؤشرات انحرافهم الفكري مما قد يهيئ وقوعهم ضحية في براثن الجماعات الضالة، مطالبا الأسر والآباء والمربين بمزيد من الوعي بالأفكار المنحرفة والهدامة وتحصين أبنائهم منها، مع إتاحة الفرصة الكافية للحوار المَرِن والحر والرشيد معهم، وتقويم الاعوجاج الفكري الذي قد يطرأ لديهم بالحجة والبرهان والدليل والإقناع. وشدد الدكتور بخاري على أن الأمن الفكري قد أصبح اليوم مطلباً حيويا وحياتياً لافتا إلى صعوبة العيش والحياة في حال افتقاده لافتا إلى "البروباجاندا" الإعلامية التي تنتهجها "داعش" وغيرها من الجماعات الإرهابية لتصطاد بها عقول الشباب المغرر بهم، حيث جذبوهم وأغروهم بدخول الجنة والحور العين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، فوصل بهم الأمر إلى مسالك التكفير والتفجير فانتهكوا الحرمات والمحرمات، ومارسوا أبشع الجرائم في أفضل الشهور "شهر رمضان" وخير الأيام "يوم الجمعة" وأحب البقاع الله " المساجد " وأقدموا علي قتل المصلين الساجدين ! وذلك بسبب ما أصابهم من خلل فكري خطير في العقول.
وأشار بخاري إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تبرأ من خوارج العصر الإرهابيين المجرمين الذين افتقدوا للأمن الفكري بقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنّا " ولا يدخلون الجنة ويموتون ميتة جاهلية والعياذ بالله. وعدد الدكتور بخاري في محاضرته "أهمية الأمن الفكري لدي المسلم" التي ألقاها عصر أمس السبت ضمن البرنامج الدعوي " نفحات من رحاب الحرم " والذي يقام بمصلى شركة مكة للإنشاء والتعمير المقابل للمسجد الحرام بمكةالمكرمة: الجهل وعدم أخذ العلم من أهله وغفلة الأسرة، والعجب بالنفس والحماس الزائد غير المنضبط والغلو في الدين والبعد عن التوسط والاعتدال والاتزان من أسباب المؤدية إلى الانحراف التي تؤدي إلى افتقاد الأمن الفكري لدي الشباب، فينتهي بهم الحال إلى تكفير المخالفين لهم واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم
وشدد الشيخ بخاري علي أن أمن واستقرار أفكار أفراد أي أمة مرتبط بتقدمها وازدهارها وحضارتها مشيراً بان من محاسن الشريعة الإسلامية ومقاصدها حفظ الضروريات الخمس ومنها حفظ العقل، محذرا من عداوة وكيد ما وصفها بالصادات الثلاث: الصهيونية العالمية من اليهود والإسرائيليين، الصليبيون من النصارى وعبّاد الصليب، والصفويون المجوس! وعدد "بخاري" الوسائل الوقائية من الانحراف الفكري بإظهار وسطية الإسلام، وترسيخ مبدأ وقيمة الانتماء للإسلام والفخر والاعتزاز به، الوعي بالأفكار المنحرفة والهدامة وتحصين النفس والأسرة منها، إتاحة الفرصة الكافية للحوار المَرِن والحر والرشيد مع كل إنسان، تقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والبرهان والدليل والإقناع، استغلال الأوقات المباركة مثل الشهر الفضيل لتهيئة عقول ونفوس هؤلاء الشباب لإقناعهم بالإسلام الوسطي النبوي المعتدل، مواجهة المخطئ والمنحرف فكريا بالأساليب المجدية وعدم التهرب أو السكوت.
يذكر بأن فعاليات ومحاضرات البرامج الدعوية بمنطقة الحرم التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأجياد بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بمكةالمكرمة للعام الرابع عشر علي التوالي، يتم تسجيلها ونشرها بالصوت والصورة وعرضها عبر وسم #هدى_للعالمين، على "تويتر"، وتقوم مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية، برعايتها سنويا ً، بالإضافة إلى الرعاية الإعلامية من قبل "جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية" وراعي مشارك الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.
كما يمكن أيضاً متابعة جميع فعاليات وأنشطة البرامج الدعوية التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأجياد بمكةالمكرمة بمنطقة الحرم، من خلال حسابات المكتب علي مواقع التواصل الاجتماعي: فيسبوك ajyad3، تويتر ajyad-3، إنستجرام ajyad3، واتسآب: 0555573903.