رحل عن عالمنا أمير الدبلوماسية العربية، وأكثر وزراء العالم حكمة وحنكة ودهاء، بشهادة جميع الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين، في شهادة قد لا يحتاجها سعود الفيصل فعمله خير شاهد على عطائه وأمانته وإخلاصه. ويوارى جثمان سعود الفيصل بعد أن أعطى دروساً للسعوديين والعرب والعالم أجمع في التضحيات والإخلاص للوطن، وتغليب مصالح الوطن والأمتين العربية والإسلامية، ورغم عدم الاحتكاك المباشر بين المواطنين ووزارة الخارجية إلا أنه ابن ملك المواقف "الفيصل" استطاع أن يخلق في نفوس الجيل الذي ولد وعاش وسعود الفيصل وزيراً للخارجية، إعجاباً منقطع النظير جعلته رمزاً للسياسة والعمل الدبلوماسي.
خلال 40 عاماً من العمل السياسي والدبلوماسي ومثل قطاع كبير من قطاعات المجتمع ارتبط جيل الشباب ليسمى جيل سعود الفيصل بامتياز، فهم لا يرون من خلال ممارسة أعمالهم، عرباً للعمل الدبلوماسي غيره، حتى أضحى اسم "سعود الفيصل" أيقونة الحديث لكل خوض في السياسة.
من هنا يقول ل"سبق" المحامي أحمد العشوان: "منذ أن تنفسنا الحياة على تراب هذا الوطن الطاهر وقد ارتبطنا بهذا الرجل الشجاع، الذي لم يتوان عن خدمة دينه ووطنه وأمته، وضحى في سبيل ذلك بوقته وصحته إلى آخر لحظة نفسياً ومعنوياً صورة وأفعالاً، فكان مثالاً للمواطن الصالح وقدوة لنا في الجد وها قد ترجل الفارس عن دنيانا بعدما أبهر العالم شرقه وغربه بذكائه ودهائه فرحم الله سعود الفيصل وجمعنا به في جنات الخلود".
وأضاف: "عندما تقلب صفحات ابن الفيصل تجد في طياتها الإخلاص والعمل الدؤوب والحنكة والدبلوماسية العالية والوعي العالمي والثقافة العالية، ولا نذيع سراً بأن المغفور له يتكلم سبع لغات بطلاقة بالغة، وكل ما قلبنا الصفحات نجد أننا أمام قامة يصعب الوصول إليها، فلله در هذه الشخصية الفريدة التي تتكون لنا مدرسة ننهل منها تجارب الحياة وكم أتمنى أن تكتب ذكرياته وجوانب حياته لتستفيد منها البشرية بأسرها".
وقال المهندس نواف بن صالح الشامخ: كاريزما الأمير راحل وعمله بكل تفانٍ وإخلاصه وحكمته وإجادته سبع لغات، كل ذلك وأكثر تجعل ابن الفيصل مصدر إلهام لكثيرين منا، وقدوة في أعمالنا، فهذا الرجل الذي لا يهدأ ليلاً ولا نهارًا، يعمل بكل جد تحركه قيمه المثلى والعليا ألا وهي الوطن والأمة ولا شيء غيرها.
وأضاف: نرفع تعازينا لمقام خادم الحرمين بفقدان أمير الدبلوماسية والتاريخ سجل كل محطاته التاريخية التي يدعو للسلام والعدل فهو مدرسة في السياسة والدبلوماسية يرحمه الله، بل جامعة في العلوم السياسية، لا يدخلها إلا من يلمح فيه الدهاء والحكمة العاليتين، ولا أنسى مقولته الأخيرة: "نحن لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت الحرب طبولها فنحن جاهزون لها".
وقال الدكتور علي الضميان: بحكم تخصصي في الإعلام الجديد ودراستي لسنوات طويلة خارج المملكة، كان سعود الفيصل حاضرًا بقوة في كل حدث سياسي من خلال أحاديث الطلاب ومنسوبي الجامعة، فكنت أسمع عن إشادتهم بهذا الرجل وحكمته العالية، إضافة إلى نبله وكريم أخلاقه، ومن خلال متابعتي للوسائط المختلفة بحكم التخصص والعمل أجده حاضراً بقوة في كل حدث بصفته العراب والجراح الذي يعرف جيداً أن يضع مبضعه.
وأضاف: رحيله خسارة كبيرة للعالم أجمع، فلا نتخيل السياسة والساحة السياسية من دون سعود الفيصل، وأتمنى افتتاح معلم كبير جدا يحمل اسم الراحل كجامعة متخصصة في الدبلوماسية، إضافة إلى معهد عالمي يحمل اسم الراحل يقدم البحوث والدراسات، وكل ما ذكر قليل في حق ابن الفيصل رحمه الله، وعزؤانا أنه باق فينا نحن الشباب ويستمر للأجيال القادمة.
من جانبه قال نواف فلاح العنزي أخصائي الهندسة والصيانة: سعود الفيصل - رحمه الله كان كالأب يحمل الهم على كاهل لوحده، وعزاؤنا أنه انتقل لرحمة الله في ليلة فضيلة من ليالي السنة، ونقول فيه كما قال جرير في عبدالملك بن مروان: ألستم خير من ركب المطايا،،،، وأندى العالمين بطون راحِ.
وأضاف: سعود الفيصل كان جامعة تدرس تخصصاً نادرًا لا ينجح فيه سوى دهاة السياسية وعتاولة الدبلوماسيين، عمودها الفقري التفاني والإخلاص وروحها الصدق والقيم النبيلة وجناحها العدل والسلام العالميين.