كشف مصادر ل "سبق"، أن فيديو متداولاً بمواقع التواصل الاجتماعي وشهادة شهود، أكّدا الشبهة الجنائية بحادث كوبري الميناء؛ الذى راح ضحيته شاب سقط من أعلى الكوبري بعد اشتعال مركبته؛ إثر مطاردة آخر له ومحاولة إيقافه. وتشير التفاصيل، إلى أن الشاب حباب الغامدي، أصيب في حادث مروري مروّع؛ كان قد قفز على أثره من سيارته "جيب صالون" من أعلى كوبري الميناء بمحافظة جدة الأسبوع الماضي؛ حيث اشتعلت النيران بالمركبة وهو بداخلها، قبل أن يتمكّن عددٌ من المواطنين وأحد رجال الأمن من إنقاذه؛ ليتم نقله فوراً لمستشفى الملك عبدالعزيز "المحجر"، ويظل منوّماً حتى وافته المنية متأثراً بإصاباته.
وكانت "سبق" قد نشرت الحادث في 9 رمضان الماضي تحت عنوان: "أنقذه رجل أمن ومواطن وجرى تداول الحادثة بمواقع التواصل الاجتماعي .. وفاة مصاب حادث كوبري ميناء جدة بمستشفى الملك عبدالعزيز مساء أمس".
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرّمة العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن مركز البلد بشرطة محافظة جدة تسلَّم قضية حادث مروري لمركبة يستقلها مواطن نتج عنه وفاته؛ ذلك لوجود شبهة جنائية، تمّ ضبط أحد الأشخاص المتهمين بالحادث، مؤكداً أن المتهم مواطن في العقد الثالث من العمر، ولاتزال التحقيقات جارية معه؛ تمهيداً لإحالته رفق كامل الأوراق إلى جهة الاختصاص.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد نشرت مقطع فيديو مدته ثوانٍ معدودات، ظهر فيه رجل أمن ومواطن وهما يقومان بإنقاذ شاب مصاب قبل وصول النيران إليه، في مشهد أظهر حقيقةً شجاعة رجال الأمن، وصدق مقولة إن المواطن هو رجل الأمن الأول.
وتصوّر الجميع أن الحادث عرضي، عندما باشرت الجهات الأمنية المختصّة ممثلة في المرور والدفاع المدني بمحافظة جدة، وبحسب شهادة الشهود الذين أدلوا بها في قسم المرور، اتضح أن الحادث عبارة عن مطاردة بين جيب "صالون" سيارة المتوفى - رحمه الله - وجيب "كبسولة" سيارة المتهم والمتسبّب في الحادث.
وكشفت مصادر "سبق"، أن المتهم صاحب الجيب "الكبسولة"، حدث بينه وبين المتوفى "الغامدي"؛ صاحب الجيب الصالون الذي سقط من فوق كوبري الميناء، احتكاك أبواب بين السيارتين في الكورنيش؛ حيث كانت البداية حين فتح المتهم باب سيارته "الكبسولة" في الكورنيش في أثناء تجاوز صاحب الجيب الصالون "المتوفى" فصدمه الباب ولم يتوقف، ثم جرى مطاردته لإيقافه حتى سقط من فوق كوبري الميناء، ثم تُوفي على أثر الحادث.
بعدها هرب صاحب الجيب "الكبسولة" المتسبّب في السقوط، من موقع الحادث، ولكن شهادة الشهود الذين وقفوا على الحالة، قادت رجال الأمن للقبض عليه، وأحالته إلى شرطة البلد وهيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معه.
يُشار إلى أن الصلاة على جثمان "الغامدي" تجرى، عقب صلاة ظهر اليوم الإثنين، في مسجد ابن لادن بحي العمارية بجدة، بجوار مقبرة "أمنا حواء"، ويستقبل ذووه العزاء في المقبرة بعد الدفن مباشرةً، كما تنقل مراسم التعازي بعد ذلك إلى قريتهم بمحافظة الباحة.
ويتولى مركز شرطة البلد بمحافظة جدة، ودائرة "النفس" بهيئة التحقيق والادعاء العام ملف التحقيق في الحادث، في انتظار استكمال التحقيقات كافة مع المتهم وإحالة القضية إلى الوجه الشرعي والحكم فيها شرعاً.