افتتح مستشار وزير الصحة والمشرف العام على إدارات التموين الطبي والتجهيزات، الدكتور صلاح المزروع، نيابة عن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، اليوم الأحد فعاليات المؤتمر السعودي الأول لاقتصاديات الدواء. وأوضح رئيس المؤتمر، الدكتور خالد الردادي، في كلمته في افتتاح المؤتمر أن المؤتمر يأتي في إطار حرص مدينة الملك سعود الطبية على الإسهام في تحقيق رسالة وزارة الصحة المتمثِّلة في رفع كفاءة وتدريب منسوبيها بصفة مستمرة بما ينعكس إيجابياً على مستوى ما يقدّمونه من خدمات، كما يأتي المؤتمر بلورة لحرص الوزارة على الإحاطة بأحدث المستجدات في مجال اقتصاديات الدواء، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدَّمة للمرضى، وتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين من خلال الموضوعات المطروحة. وأضاف أن المؤتمر يركِّز على موضوعات تمثّل نقلة نوعية في مجال اقتصاديات الدواء، ويشارك فيها عدد من المحاضرين المعتمَدين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا وهونج كونج وتايوان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ومن جانبه، أكّد الدكتور أحمد بن حسن المصيلحي، مدير عام الإدارة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن مجال اقتصاديات الصحة مجال حديث نسبياً، ويُعنى أساساً بتطبيق أفضل استخدام للموارد المتاحة لدى القطاع الصحي، حيث ينتج عنه أفضل مردود ممكن من الرعاية الصحية والعلاقة بين الصحة والاقتصاد علاقة تبادلية؛ إذ لن يتسنّى تحقيق اقتصاد قوي دون تحسّن مستدام في صحة الإنسان وبالعكس. وأشار إلى أنه عبر الأعوام الأخيرة تراكمت عوامل عدة على مستوى العالم لتجعل لاقتصاديات الصحة أهمية بالغة في مجال الخدمات الصحية إنتاجياً وتنظيماً وإدارة وتوزيعاً، وشملت: ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية؛ بسبب الزيادة المطردة في أعداد السكان وأيضا بسبب ارتفاع درجة وعيهم وتعليمهم، وارتفاع التكلفة الرأسمالية لإنشاء وتشغيل المرافق الصحية خاصة المستشفيات، وارتفاع أجور العاملين الصحيين بمختلف تخصصاتهم ومستوياتهم، وارتفاع متوسط العمر المأمول، مما أدَّى إلى زيادة نسبة المسنين في المجتمع، علاوة على التغيير الذي حدث في نمط الأمراض بانحصار الأمراض المعدية، وبالمقابل ازدياد الأمراض غير المعدية أو ما تُسمى بأمراض العصر، كداء السكري والسمنة وأمراض القلب، وأخيراً الاستخدام المتنامي للتقنيات الطبية الحديثة باهظة التكلفة. وأضاف أن بعض الدراسات المحلية أشارت إلى إحصاءات توضح أن عدد السكان سيبلغ 35 مليوناً في عام 2020م بمعدل نمو سنوي نسبته 3.5%، وأن 50 % من عدد السكان سيكون تحت سن العشرين، علاوة على زيادة متوسط عمر الفرد مع تغيير في النمط المعيشي، مما سيجعل المجتمع عرضة لأمراض لم تكن شائعة في السابق مولداً ضغطاً على نظام الخدمات الصحية، والذي بدوره سيسبّب فجوة بين موارد الخدمات التخصصية والحاجة إليها. وبيَّن أن عدد الحالات التي تحتاج لهذه الرعاية قد يبلغ نحو 740 ألف حالة في العام 2020م، بينما سيصل عدد المصابين بمرض السرطان إلى عشرين ألفاً يحتاجون إلى 4.5 مليار ريال لرعايتهم. وأشار بأن المؤتمر السعودي الأول لاقتصاديات الدواء والذي يُعدّ أول مؤتمر سعودي عالمي لاقتصاديات الدواء يُعدّ كخطوة أولى تتبعه خطوات في هذا المجال. وبدأت المحاضرات العلمية للمؤتمر، والتي حوت ثمانِ أوراق عمل، فيما تستمر فعالياته لليوم الاثنين 4/ 7/ 1432ه، ويوجد معرض مصاحب للفعاليات تشارك فيه العديد من الجهات الصحية المتخصصة بالدواء .