شهد المسجد الحرام وساحاته، اليوم الجمعة، توافد جموع قاصديه من المصلين والمعتمرين لأداء صلاة الجمعة ومناسك العمرة وسط أجواء مفعمة بالروحانية والأمان والطمأنينة؛ حيث أدّى مليون ومائتا ألف مصلٍ صلاة الجمعة اليوم. وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل بن طالب، الذي جاء في خطبته: "أيها الصائمون: الخلوة بالله لها أسرار وفيوضات روحانية تجلو صدأ القلوب وتلينها وتزكيها, فليتخير العبد أوقاتاً تناسبه في ليله أو نهاره, يخلو فيها بربه ويبتعد عن صخب الحياة وضجيجها, يناجي ربه, يبث له شكواه, وينقل إليه نجواه, ويتوسل ويتملق إلى سيده ومولاه, فلله كم لهذه الخلوات من أثر على النفوس والجوارح, وتجليات على القلوب".
وأضاف: "حتى إذا وكفت العيون دمعاً سخيناً هاطلاً على الخدود, في حال ركوع أو سجود, هنالك تفتح أبواب الرحمات وتقبل الدعوات وتقضى الحاجات وتغفر الزلات (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) قال بعض السلف (إني لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشي وتقر به عيني من مناجاة الله والخلوة به والتذلل بين يديه)".
وأوضح مدير إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري، أنه قامت الرئاسة، وبإشراف وتوجيه الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة من نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، بتهيئة منظومة متكاملة من الخدمات وتهيئة الطاقات والإمكانات البشرية والآلية كافة التي يحتاج إليها قاصدو المسجد الحرام على جميع المجالات والمستويات التوجيهية والإرشادية والتشغيلية وتكثيف أعمال النظافة والصيانة والتشغيل.
وتابع: "نقدم خدمات التوجيه والإرشاد من خلال حلقات الدرس ومكاتب التوجيه الموزعة بالمسجد الحرام وساحاته للإجابة عن أسئلة المعتمرين والزوّار وموظفي الهيئة بالمطاف وأروقة المسجد الحرام وساحاته مع توفير قرابة مليون مصحف من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتوزيع الكتيبات والمطويات الإرشادية بلغات عدة, واستمرار العمل بمشروع الملك عبد الله للترجمة الفورية لخطب الجمعة من الحرمين الشريفين وتوفير خدمة لغة الإشارة للصم والعمل على تنظيم دخول المصلين وخروجهم من خلال أكثر من مائة وستين باباً تؤدي إلى المسجد الحرام وسطحه وقبوه وأكثر من اثني عشر سلما كهربائياً وعديد من المصاعد الكهربائية وتنظيم الممرات ومداخل ذوي الاحتياجات الخاصّة وأكثر من عشرة آلاف عربة مجانية".
وأشار "المنصوري" إلى أنه تمّ فرش المسجد الحرام وساحاته بأكثر من سبعة عشر ألف سجادة وتوفير صناديق الأمانات الموزعة بساحات المسجد الحرام التي تقدم خدماتها لحفظ أمتعة وحقائب المعتمرين والزوّار بأجور رمزيه بدلاً من حملها إلى داخل المسجد الحرام, وعملت أنظمة الصوت والتكييف والتهوية بكل كفاءة وفاعلية وتشغيل (250) مروحة تلطيف مناخي موزعة بساحات المسجد الحرام.
وبيّن مدير إدارة الإعلام والاتصال ، أنه تمّت الاستفادة من المراحل الثلاث لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، وأيضاً توسعة الملك عبدالله - رحمه الله – للساحات الشمالية للمسجد الحرام التي سبق أن صدر التوجيه السامي الكريم بالاستفادة من الأجزاء التي تمّ الانتهاء منها, وتشغيل جسر أجياد الواقع جنوب مبنى توسعة المطاف الذي تمت إعادة ربطه بالدور الأول من المرحلة الثالثة لمشروع توسعة المطاف.
واختتم "المنصوري"، بشكره لله - عزّ وجلّ - على نعمه وخيراته الكثيرة التي اختص بها بلاد الحرمين الشريفين، ثم بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدّمه ويقدّمه للحرمين الشريفين من خدماتٍ وتسهيلاتٍ لقاصديهما على أرقى المستويات، وأن يجعل ذلك في موازين أعماله الصالحة وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية, وأن يشدّ أزره بولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرّمة خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ولأمير منطقة المدينة المنوّرة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن يوفقهم لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين إنه جواد كريم.
يُشار إلى أن جموع المصلين رفعوا خالص الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على ما تمت تهيئته من مشروعات وخدمات في الحرمين الشريفين التي تُعينهم على أداء نسكهم بكل يسرٍ وسهولة.