حذّر وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد فضيلة الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، من الدعايات المضللة والدعاوي الكاذبة والمزايدات الفجة التي يروّج لها مفسدون في الأرض وجَهَلة مغفلون؛ لتبرير أفعالهم المشينة وجرائمهم البشعة بحق الوطن والمواطنين عبر دوائر استخبارتية؛ مشيراً إلى أن الإسلام جاء بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والبغي والعدوان؛ فالفتنة أكبر من القتل. وقال "السديري" ل"سبق": "يتضح مما رأيناه في حادث "الدالوة" ثم "القديح" ثم ما حدث اليوم من محاولة التفجير الإرهابي الفاشل عند أحد مساجد مدينة الدمام، أن هناك من يريد ويستهدف زعزعة واستقرار هذا البلد الآمن، وتمزيق وحدته، وإحداث شرخ في وحدة المواطنين حول وطنهم؛ من خلال إثارة النعرات المذهبية، ومحاولة إدخال المملكة في دوامة من العنف والعنف مضاد"؛ مشيراً إلى أن هذا الأمر الذي تغذيه دوائر استخباراتية معادية خدمة لأعداء الوطن وأعداء الدين؛ يوجب علينا جميعاً في هذا الوطن بكل فئاته ومذاهبه أن نقف صفاً واحداً تحت قيادتنا الحكمية.
وتابع: "الخلافات المذهبية لم تكن يوماً من الأيام سبباً لسفك الدماء وإزهاق الأرواح، ونحن عرفنا في هذا البلد التعايش والانتماء، وهذا هو السائد بين جميع فئات المجتمع السعودي منذ أن تم تأسسيه إلى يومنا هذا، في صورة رائعة أثارت غيرة الأعداء وحسدهم وكوامن عداوتهم؛ فسعوا إلى تأجيج الخلافات، وإيقاد نار الفتن في إثارة النعرات الطائفية البغيضة التي لا يستفيد منها إلا أولئك المتربصون بالوطن وأهله".
وأضاف: "المتربصون وجدوا في خوارج هذه العصر من الدواعش وأمثالهم مطيّة سهلة لتنفيذ مخططاتهم وأجندتهم؛ مستغلين حماقاتهم، وجهلهم، وفوضويتهم، وتهورهم، واندفاعهم وراء أوهامهم، وحبهم لمفارقة الجماعة، ونزع يد الطاعة، واستهتارهم بالأنظمة، واستهانتهم بالأروح والدماء؛ فهذا هو الهدف الأساسي ما رأيناه".
وأكد "السديري"، أن حادثة القديح ما زادتنا في الوطن إلا تماسكاً ووحدة بكل طوائفنا ومذاهبنا وانتماءاتنا، وهذه الوحدة إن شاء الله ستبقى خالدة دائمة، وسيبقى الوطن فوق كل متربص، وكل عدو، وكل حاقد، وكل مأجور يُقدِم على مثل هذه الأعمال إما بجهل وحقد وإما بغباء وحماقة.
واختتم: "إن إنجاز رجال الأمن في إحباط هذه العملية يضاف إلى سجل ذهبي من إنجازات عظمية لهم؛ فرجال الأمن بقيادة سمو ولي العهد وزير الداخلية حفظه الله، سجلوا -على مدى سنين طويلة- إنجازات عظمية حمى الله سبحانه وتعالى بها وطننا، وحمى الله المواطنين والمقيمين على أرضنا من كوراث كثيرة جداً، وهذه آخر الإنجازات في هذا اليوم؛ فلولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم يقظة رجال الأمن؛ لحدثت كارثة كبيرة راح ضحيتها العشرات من المصلين؛ فالحمد الله الذي مكّن رجال الأمن من إحباط محاولة هؤلاء، ولا بد أن نكون كلنا رجال أمن وعين يقظة في وجه كل عدو متربص".