سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكاديميون ومشايخ ل«الرياض »: السنة والشيعة متعايشون في المملكة على مر الأزمان.. وجريمة «القديح» لن تزعزع لحمتنا الوطنية فشل مخططات الأشرار لإدخال المملكة في أتون الطائفية
استنكر عدد من الأكاديميين والمشايخ في تصريحات ل"الرياض" العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مسجدا في بلدة "القديح" بالقطيف معتبرين هذه الممارسات الإجرامية التي تقف وراءها قوى إقليمية تسعى لتحقيق حلمها بإدخال المملكة في أتون الطائفية التي نجحت فيها في تدمير شامل لدولتين عربيتين من خلال استخدامها لأداة تنظيم "داعش" رغبة في الوصول لأهدافها الخبيثة لتنفيذ مشروعها في المنطقة. وطالبوا في ظل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة الحذر من المندسين الذين يريدون أن يشقوا الصف الوطني، مناشدين قادة الرأي في المجتمع بالاضطلاع بدورهم من خلال التأكيد على الثوابت الوطنية والتذكير بتاريخ التعايش واللحمة الوطنية التي استظل بها الجميع سواسية والتنبه من أي دعوات تحاول أن تستغل الحدث لأغراض شخصية أو خارجية وفضح مثل هذه الممارسات التي تخدم اجندات خارجية على حساب المجتمع ومصالحه العليا. مخطط خبيث وشدد المحامي الدكتور سعد بن غنيم على أن التفجير الذي حدث في القديح مدان وهو عمل جبان إرهابي بكل المقاييس أيا كانت أهدافه وفاعله ومدبره وقد تسابقت الغالبية العظمى من المجتمع علماء ومفكرين وكتابا وخطباء ومواطنين من سائر أطياف المجتمع لإنكاره وبيان ضلال فاعله فور اعلان النبأ وقبل أن يعرف من وراءه فالإرهاب ارهاب أيا كان، ووطننا بمواطنيه وطن واحد سيظل جبلا تتكسر عليه امواج الارهاب. وحين توجه بعض هذه العمليات ضد الشيعة وفي هذا الوقت فالعقلاء من السنة والشيعة يعرفون اهدافها ومن يقف وراءها والتي تسعى إلى تفريق الصف. مشهد تسابق المواطنين للتبرع بدمائهم لتختلط في أجساد المتضررين يغيظ أعداء الوطن وأِشار إلى أن إيران كانت تقف وراء تفجير بعض مساجد الشيعة بالعراق بهدف دفعهم لمزيد من الاحتقان الطائفي؛ وما علاقة "داعش" والقاعدة" بإيران بسر، ولا هي خافية واغلب قادتها من ايام التقاتل بين فصائل الافغان كانت اقامتهم بطهران ولايزال البعض منهم هناك. وأبان بأنه ينبغي على الرأي العام بأن يعلم تلك الحقائق لقطع الطريق على مدبريه ولهذا ليعلم كل من يزيد الاحتقان مستغلا مثل هذه الاحداث لينفخ فيها انه جزء من الارهاب يخدمه ويسير في ركبه ويحقق اهداف مدبريه شاء أم أبى فلنتق الله في وطننا وديننا وليرَ منا الاعداء والارهابيون ردا قاسيا يتمثل في وحدتنا وتلاحمنا ووعينا لما يدبر لنا وان نقف صفا واحدا خلف قيادتنا الرشيدة وولاة امرنا ونعلم ان من استهدف بمثل هذه العمليات القذرة من المواطنين امتد ارهابهم على جميع أبناء الوطن وقادته، وجميعنا نتذكر محاولة اغتيال ولي العهد حفظه الله في قصره وهذا يؤكد ان الارهاب يستهدفنا جميعا وحين نصدق دعاية من ينفذ هذه الاعمال الإرهابية ونوظفها للاحتقان الطائفي فنحن نعينه ونؤيده ونطعن الوطن في خاصرته ووحدته بل اننا نقتل انفسنا بأيدينا. فتيل نار الفتنة وقال الدكتور علي بن دبكل العنزي أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود إن ما تم ارتكابه في بلدة القديح بالقطيف هو جريمة، حيث إن المصلين هم آمنون ومسالمون ومواطنون، لذلك أراد من يقف وراء هذه الجريمة إشعال فتنة طائفية في البلد، يستفيد منها المتربصون والأعداء لهذه الدولة التي حققت نجاحات في احتواء التدخل الإيراني في اليمن، فالجريمة محاولة لتمزيق اللحمة الوطنية، وتبني "داعش" لهذه الجريمة لهو دليل على إجرام هذا التنظيم وتغوله في الإجرام والقتل. وأضاف أن قادة الرأي ورجال الدين عليهم دور كبير في مواجهة هذا الفكر الإجرامي الذي يحاول أن يضرب التعايش بين الناس، فالموقف الذي اتخذه مفتي عام المملكة بإدانته لهذا العمل الإجرامي هو مثال على ما يجب أن يقوم به رجال الدين وقادة الرأي في السعودية لمواجهة هذا الفكر المتطرف، فالجهات الأمنية لم تقصر يوماً في دورها لكن لا بد من العمل الجماعي والتعاون بين كافة مكونات المجتمع السعودي لتفويت الفرصة على المتربصين والحاقدين، فالمواطن هو رجل الأمن الأول وهذه هي مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله وهو رجل الدولة الذي قاد وزارة الداخلية لعقود، فاليوم الجميع مطالب بوقفة جادة ووطنية لمواجهة ما يحاك لهذا البلد من مكائد، فالفتنة الطائفية هي الخطر الحقيقي للمكون المجتمعي لأي شعب أو بلد. وأفاد بأن ترويع الآمنين وفي بيوت الله هو أقصى أنواع الجرائم، فما بالك أن هذا العمل يرتكب في بلد هو الحامي والراعي للإسلام ومقدساته، وهو من يرفع راية الإسلام. وأوضح أن الشعب السعودي أثبت في كل أزمة يتعرض لها أنه وفي في ولائه وحبه لوطنه، وفوت الكثير على الأعداء وسيبقى شعباً وفياً لمبادئه ولقيادته ولأمته، ولن ينجر لمثل هذه المكائد التي تقوم بها داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة. تشويه صورة الإسلام بدوره أكد الدكتور سعد السبر الأكاديمي والباحث في الفقه المقارن بأن الجريمة الارهابية التي وقعت في مسجد ببلدة القديح الهدف منها تفريق المجتمع السعودي وتمزيقه ونصرة الحوثيين من قبل إيران بيد ذراعها "الدواعش" فصيل من فصائل تنظيم القاعدة الذين يقيمون في إيران بقيادتهم وينتشرون في العالم لتحقيق اهداف نظام الملالي بنشر الطائفية في المجتمعات الخليجية لتمزيق الخليج وتدميره لبسط نفوذهم على الخليج العربي وجعله فارسيا بأيدي "الدواعش" الخوارج الذين ينسبون للإسلام الذي هو منهم براء. وأضاف بأن ما حدث هو حرب على الاسلام والمسلمين لتدمير الاسلام والاساءة للمسلمين وتشويه سمعة الدين وهم بذلك حققوا أهداف الصفويين الذين يريدون تمزيق مجتمعنا السعودي بكل مكوناته مشيرا إلى أن الشيعة والسنة يعيشون من القرون الاولى في كل دول الخليج متجاورين متعايشين ولم يحدث بينهم طائفية. وأضاف أن ما تفعله إيران بحراكها الخبيث لتأجيج الطائفية وزرع الفتنة التي يريدون من وراء هذه العملية اشغال السعوديين عن اليمن "والحوثيين" ونقل إرهابهم داخل السعودية وتدمير المجتمع بالطائفية التي تنشرها إيران منذ خمسة عقود. وقال لاشك أن المفكرين والمثقفين والعلماء والمصلحين لهم دور عظيم في نبذ الطائفية واجتثاثها من جذورها وذلك بنشر العقيدة الصحيحة التي تجمع المسلمين في بلد واحد كما تجمع معهم اليهود والنصارى معنا وتحفظ حقوقهم لهم، ما لنا، وعليهم ما علينا فالدماء والاموال والاعراض محفوظة مع تبيين حرمة قتل النفس المعصومة بالاسلام والعهد والامان والاقتداء بالنبي الذي عاش مع الجميع وحفظ حقوقهم ودماءهم واموالهم وأعراضهم. وطالب السبر بنشر هذه العقيدة الصحيحة الراسخة في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي دور العلم وفي المساجد بالكتابة والتأليف والمراسلة والمشافهة لتبيين حقوق الوطن والمواطنين وحرمة دمائهم وعصمتها فالتعايش من خصائص الاسلام مع التحذير من تدمير الوطن وقتل الآمنين خدمة لأعداء الدين وفي نفس الوقت محاصرة هذه الفكر وتبيين حرمة الدماء وخطورة العبث بها وبالوطن وايضا تكريس حب الوطن الذي يجمعنا ويحمينا وتبيين حقوق المواطنة ووجوب السمع والطاعة لولاة الامور وحرمة مخالفة ذلك ونشر المنشورات والمؤلفات والرسائل الجامعية لكشف هذا الفكر الضال. الدور المنتظر لقادة الرأي من جانبه كشف الدكتور عادل المكينزي أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود عن أن هذا العمل الإرهابي الجبان هو محاولة يائسة لإشغال المملكة بقضايا داخلية تعوقها عن الانجازات التي حققتها على صعيد قصم ظهر الجماعات الإرهابية واعاقة مشروعها العروبي والاسلامي في ترميم الصف العربي والاسلامي لإعادة القوة. وأضاف بأن قوى إقليمية تسعى لتحقيق حلمها في ادخال المملكة في أتون المحرقة الطائفية التي نجحت فيها من تدمير شامل لدولتين عربيتين نشهد الى اي درك وصل الاقتتال بين أبناء الوطن فيهما. وأفاد بأن تنظيم "داعش" الإرهابي يتم استخدامه لتحقيق هذه الأوهام المتوقعة من الأداة الخبيثة والمعروفة للجميع مبينا بأن هناك سؤالا جوهريا يغوص فيما وراء الجريمة التي أمامنا، تحت عنوان ابحث عن المستفيد الحقيقي خاصة وأن قائد القوات الاميركية في العراق ذكر في حديث مباشر أن ايران هي من فجر المرقدين العسكريين في العراق ورفع الادلة بذلك الى المالكي الا ان الاخير تجاهل الامر. وقال إن خطورة تنظيم "داعش" مرتكب الجريمة الشنيعة ليست في ذات التنظيم فلا ينبغي أن نستدرج الى القراءة السطحية للحدث الماثل أمامنا ونزعه من سياق ما تتعرض له المنطقة بشكل شامل للوصول الى ما اسموه بالفوضى الخلاقة، فالراصد والمتابع لنشأة التنظيمات الارهابية يعلمان أنها تأخذ زمنا في التشكل والتقولب لتصل الى مرحلة أن تكون قوة على الارض، ولكن ما حدث يعاكس التجربة البشرية تلك، فمن ينظر لتنظيم غريب نشأ فجأة وتكونت له تشكيلات قتالية وقيادة غامضة (كثير منها من قيادات الجيش السوري كما تم كشفه في مواجهات مع المعارضة السورية) وببسط نفوذه بمنطقة واسعة دون مواجهات حقيقية مع حرص النظام السوري على عدم استهدافه وغيرها من الدلائل كتوقيت الفعل الاجرامي، ومكانه كلها تثير تساؤلات. فهل داعش تنظيم يدير نفسه أم يدار؟ وأضاف بأن أي حدث اجرامي أكان في "الدالوة" أم "شرورة" أم "ظهران الجنوب" أم "القديح" هو يصيب جسدا واحدا ووطنا واحدا وما رأيناه من تسابق طبيعي بين أفراد المجتمع السعودي بكافة فئاته وطوائفه من التنادي للتبرع بالدم للمصابين والجرحى واختلاط دم ابناء الوطن مؤشر على الرفض العملي للجريمة الارهابية التي يرفضها أي عقل أو دين أو منطق فضلا عن المواساة التي قام بها رجالات المجتمع تجاه إخوتهم في بلدة "القديح" وما تفضل به سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من استنكار لهذه الجريمة الشنيعة واصفا اياها بالحادث الاجرامي الذي يهدف لإيجاد فجوة بين ابناء الوطن ونشر العداوة والفتن فالمطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة الحذر من المندسين الذين يريدون أن يشقوا الصف الوطني فعلى المفكرين والكتاب التأكيد على الثوابت الوطنية والتذكير بتاريخ التعايش واللحمة الوطنية التي استظل بها الجميع سواسية والحذر من أي دعوات تحاول أن تستغل الحدث لأغراض شخصية أو خارجية وفضح مثل هذه الممارسات التي تخدم اجندات خارجية على حساب المجتمع ومصالحه العليا وبالتالي على الخطباء التأكيد على مبدأ التعايش والمحبة التي عاش بها الآباء طوال قرون ماضية. د.علي بن دبكل د.سعد السبر د.عادل المكينزي