أدخل أحد الخيول المتهيِّجة طفلاً في غيبوبة، مُحدثاً إصابات جسيمة في جمجمته بعد رفسه هو وطفل آخر برفقته، فيما كان الخيال تسلّل به إلى موقع اللعب بالدبابات النارية الصغيرة بمتنزّه الردف بالطائف. ويفتقد المتنزّه للتنظيم والرقابة، إذ خرج الحصان عن المضمار المخصّص لممارسة ركوب الخيل والواقع بالقرب من حديقة الحيوان، في حين طالبت أسرة الطفل المُصاب الجهات المختصّة بالقبض على الخيال الخارج عن النظام وصاحب الدباب اللّذَين هربا واختفيا من الموقع.
وكان الطفل عبد الرحمن (12 سنة) ركب أحد الدبابات النارية المنتشرة بمتنزّه الردف بالطائف وبرفقته أحد الأطفال من أقاربه "عبدالله"، وكانا يلهوان وسط رقابة من والد الثاني الذي أحضرهما مع زوجته وبعض أبنائه للترفيه.
أثناء ذلك، هاجم الخيل الأطفال على مرأى خياله الذي كان يوجّهه دون أن يحيده عن الطفلين اللّذَين كانا يلهوان بالدباب الناري، إذ اعتلاهما ورفسهما رفسات عدة، على مرأى من الخيال، حينها طار الطفل "عبدالله" على مسافة 10 أمتار دون أن يُصاب بأذىً، إلا أن الطفل "عبد الرحمن" تعرَّض لإصابات في جمجمته؛ نتيجة رفسه ودهسه من قِبَل الخيل على رأسه.
وهنا، لم يكن أمام الخيال وصاحب الدباب الناري إلا الهرب من الموقع تاركَين الطفل غارقاً في دمائه حتى هبَّ عمه نحوه وسط تجمُّع من بعض المتنزّهين، وفيما تولّى نقله لمستشفى الملك فيصل بالطائف، صُدِم بما وجده من إهمال؛ كون الطفل تُرِك لفترة بالطوارئ دون أيّة متابعة من قِبَل الأطباء، محاولاً إفهامهم أن الطفل في وضع خطر، فما كان ردُّهم عليه إلا بالقول: "أنت تريد أن تعمل بدلاً عنا؟"، حينها أجروا بعض غرز الخياطة برأسه دون أن يتمّ الكشف عليه، وفوجئوا بعدها بحدوث بعض التشنّجات، ما دفعهم لنقله لغرفة الإنعاش؛ كونه دخل في غيبوبة وزاد في القيء، ما ينذر بخطورة حالته.
وعليه أُجريت للطفل عمليات مستعجَلة، استمرت ما يزيد عن ثلاث ساعات، إذ لا يزال منوماً بالمستشفى، ويُتابع طبياً.
وكان عدد من رجال البحث التابعين لمرور الطائف حضروا للمستشفى بعد أن اعتبروا الحادث مرورياً، إلا أن عمّ الطفل أخبرهم بأنه "جنائي"، إذ رافقهم للموقع، وشهدوا تفاصيل الحادثة والتحقيق فيها بعد أن تم استجوابه، فيما عثر قريبه على مبلغ مالي كان بحوزته وسقط منه أثناء إسعافه للطفل، ولم يعثر على هاتفه الجوال الذي سُرِق من موقع الحادثة.
ولا زالت القضية قيد التحقيق والمتابعة دون أن يكون هناك أيّ تحرّك وتحرٍّ للقبض على الخيال المتسبّب في الحادث في ظلّ مطالبة قريب الطفل "عمّه" لوالدته بالتحرّي عن المتسبّب والقبض عليه ومحاسبته.