شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ضمن فعاليات الندوة الدولية التي نظمتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمقرها في مدينة فيينا مؤخرا تحت عنوان "بناء الجسور: تشجيع الحوار لمنع التطرف". وخلال مداولات الجلسة الرابعة التي خصصت لمناقشة "تدعيم ردود الأفعال الدولية إزاء التطرف المؤدي إلى الإرهاب"؛ قال "ابن معمر": "في المجتمعات الأوربية حيث يفصل الدين عن السياسة مما يتطلب منا تشجيع الحوار بين المؤسسات والقيادات الدينية وصناع القرار السياسي بحيث يمكن فيها لكل جانب أن يبدأ فهم وجهة نظر الجانب الآخر، أي أن اللقاء ينبغي أن يتم على أرضية من التكافؤ لما للدين من قوة عظيمة لتحقيق الخير بين البشر وللحد من استخدام الدين لإثارة العنف والتطرف".
وقدم "ابن معمر"، أثناء كلمته، عرضاً مكثفاً لتجربة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، شرح فيها توجهات المركز التي تركز على ترسيخ التعايش وبناء جسور الثقة بين أتباع الأديان والثقافات، عبر تعزيز المشتركات الإنسانية فيما بينها، وتناول في العرض أهم المؤتمرات واللقاءات التي عقدها المركز والمشاريع التي يتبناها في مناطق متعددة من العالم للمساعدة في ترسيخ الأمن وتعزيز السلم العالمي.
وتطرق "ابن معمر" إلى دور الحوار كأداة ضرورية للحد من ظواهر العنف للجماعات المتطرفة دينياً وسياسياً وللحد من الاستخدام السلبي لتعاليم الدين لإثارة الفتن وزرع التطرف، مؤكداً أن جوهر الدين هو بمثابة قوة إيجابية عظيمة لتحقيق الخير للغالبية العظمى من الناس في أنحاء العالم، وأنه من الأهمية توظيف التعاليم الدينية من أجل تشجيع التعايش والتفاهم المتبادل، بحيث يؤدي ذلك إلى نجاح الحوار في تدعيم الجهود الدولية لمواجهة التطرف.
جدير بالذكر أن الجلسة التي شارك فيها الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ضمت إلى جانبه كلاً من أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ورئيس مؤسسة آنا ليند، وممثل منظمة التعاون الإسلامي، وممثل ألمانيا كرئيس لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للعام 2016 م، وتولى إدارتها الأمين العام لمنظمة التعاون الأمني الأوربي، وقد شهدت الندوة مناقشات مستفيضة حول دور الدين في مكافحة التطرف، حيث ركزت المداخلات على الإسلام والمسلمين في أوروبا.