تسبّب تشخيصٌ خاطئ لشاب أُصيب بمشاجرة وقعت في محافظة العُلا، الثلاثاء الماضي، في تدهور صحته، ما دعا الأطباء إلى تنويمه في العناية المركزة؛ ذلك وفق الاتهام الذي وجّهه والد الشاب لأحد الأطباء بمستشفى الأمير عبدالمحسن بالعُلا بإهماله وعدم اتخاذه الإجراءات الطبية اللازمة، في حينه، فيما أكّدت "صحة" العُلا أن التحقيقات جارية مع الطبيب. وقال والد المصاب عبدالرحمن البلوي ل "سبق": "حضر ابني إلى المستشفى، مساء الثلاثاء الماضي، إثر مشاجرة وبه ضربة بالرأس وينزف وأجرى له الطبيب كشفاً مثل أيّ مريض عادي وأخرجه من المستشفى وعند وصوله إلى البيت أًغمى عليه وتمّ استدعاء الهلال الأحمر ونقله إلى المستشفى بوجود الطبيب نفسه، ولم يعمل له شيء غير أنه أعطاه موعد عيون وأخرجوه".
وأضاف: "عند وصوله الى المنزل ظل يتقيأ طوال الليل ولم نذهب به إلى المستشفى خوفاً من عدم جدوى ذلك، وفي صباح اليوم التالي نقل إلى المستشفى وتم استدعاء طبيب المخ والأعصاب، وطلب عمل أشعة مقطعية التي أظهرت وجود نزيف داخلي بالرأس، وقرر إجراء عملية له فوراً، وبعد إجراء العملية تم تنويمه بالعناية المركزة"، مطالباً بفتح تحقيق عن الواقعة ومحاسبة المتسبّب في انتكاس حالة ابني الصحية.
وقال مدير القطاع الصحي بمحافظة العُلا الدكتور محمد الشاماني، ل "سبق": "حضر إلى قسم الطوارئ شاب عمره 15 سنة برفقة مجموعة من أقرانه الساعة 9 مساءً بشكوى رضة على الرأس نتيجة سقوط في أثناء لعب كرة القدم وأنكر وجود أي اعتداءٍ عليه".
وأضاف": "تبيّن بالفحص وجود جرحٍ سطحي في فروة الرأس وسحجاتٍ على الحاجب الأيسر وتمّ إجراء أشعة للجمجمة للتأكد من سلامته وعلى أثر ذلك تم عمل خياطة للجرح وإعطاء الأدوية وخرج المريض مع رفاقه".
وتابع: "راجع المريض مرة أخرى الساعة 10:30م ، بشكوى تورم وألم بالعين وكانت الطوارئ في حالة استنفار (كود بلو) لمريضة مُسِنّة، وكشف عليه طبيب طوارئ آخر وحجز له موعداً لدى عيادة العيون، ولم يكن هناك أيّ قيء أو دوار أو صداع وتم تقييم جدول جلاسكو 15/15".
وقال "الشاماني": "في صباح اليوم الثاني حضر لقسم الطوارئ بقيء ودوخة دون تشنجات، وكان المريض واعياً، وأجريت له أشعة مقطعية للرأس وتبيّن وجود نزف فوق اأم الجافية من الجهة اليسرى، وأُدخل المريض للعمليات وجرى تفريغ الورم الدموي، وهو الآن بالعناية تحت تأثير المسكنات للمراقبة، ووضعه جيد جداً وإدارة القطاع تتمنى له ولجميع المرضى الشفاء العاجل".
واختتم: "من خلال تتبع ملف هذه الحالة لاحظنا أن هناك إهمالاً أسرياً متمثلاً في عدم الحضور مع المريض للمستشفى والإبلاغ بحقيقة الإصابة ما انعكس على نوع الإجراء العلاجي، وهناك فارق زمني بين الزيارات يخشى أن وقع ضرب لاحقاً، وهو ما سيظهر في التحقيقات؛ حيث لا تزال جارية ويتحمّل طبيب الطوارئ الذي عاين الحالة المرة الثانية مسؤولية عدم اتخاذ إجراءٍ يتناسب مع الحالة وتم استدعاء الأهل وتمّ إطلاعهم من قِبلنا شخصياً على أوجه القصور التي اكتنفت الحالة من قِبلهم واهتمامنا الشخصي بالحالة".