أكد المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية حمود الزيادي العتيبي أن الهجوم الإرهابي الذي وقع فجر أمس الاثنين بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية قرب الحدود العراقية من قبل عناصر تنظيم "داعش" جاء بهدف اجتياز الحدود والدخول إلى مواقع داخل المملكة وإحداث حالات تفجير ليعلن التنظيم بعدها انه استطاع اختراق الحدود السعودية ليؤكد تأثيره في الدول الإقليمية الرئيسية في المنطقة. ولم يخفِ الزيادي العتيبي رغبة "داعش" المستميتة في إحداث عمل إرهابي داخل المملكة لأهداف عدة منها تأكيد قوة التنظيم ووجوده في المنطقة، ولاستكمال الدائرة التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسورية فضلاً عن الكتائب التابعة له في اليمن وليبيا، وبالتالي فإن السعودية من الأهداف الرئيسية للتنظيم منذ البداية، فالمملكة تعتبر هي الساحة الوحيدة التي لم يتواجد فيها بفعالية، حيث حاول التنظيم تشكيل خلايا له في الداخل السعودي، لكن تم تفكيكها قبل أن تقوم بأعمال إرهابية من الداخل، فكانت هناك بعض الخلايا التي جندت عددا من الإرهابيين وأرسلتهم إلى ساحات القتال، وبعد يأس التنظيم من تشكيل خلايا إرهابية في الداخل بسبب يقظة الأمن السعودي لم يعد أمامه إلا الاختراق من الخارج. وأضاف الباحث أن تلك المحاولة الفاشلة تعطي إشارات إلى أن الاضطرابات في الدول المحيطة بالمملكة ستكون عبئا على السعودية، وذلك بسبب ضعف الجاهزية الأمنية الحدودية لدى تلك الدول، وبالتالي لابد أن تكون هناك مواجهات مباشرة متوقعة في الفترة القادمة بين خلايا إرهابية تحاول اقتحام الحدود وبين الجهاز الأمني السعودي، مشيراً إلى ارتباط محاولة الاقتحام هذه بالبيان الصوتي لزعيم الإرهابيين "أبو بكر البغدادي" في نهاية نوفمبر الماضي الذي دعا من خلاله خلايا للقيام بأعمال إرهابية في المملكة، سواء كانت من الداخل أو باقتحام الحدود، وبالتالي فإن الأمر غير مفاجئ، ومن المتوقع حدوث مواجهات بطرق جديدة ونوعية، ولكن جاهزية الأمن السعودي ستكون بالمرصاد. واعتبر الزيادي العتيبي أن المحاولة تعتبر فاشلة لأنها لم تحقق هدفها باختراق الحدود والدخول للقيام بعملية داخل المملكة في موقع حيوي، ولو أن العملية أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء في الجانب الأمني السعودي، مما يعطي توجها جديدا بالمحاولة لتشكيل خلايا من الداخل، فهذا الأمر سيكون أسهل لهم للقيام بأعمال إرهابية داخل السعودية من اقتحام الحدود، بالرغم من جاهزية الأمن وتواجد الكم الهائل من المعلومات والقدرات ستكون بالنسبة لهم عائقا، لكن هذا لن يمنعهم من المحاولة لتشكيل خلايا أو الضرب عن طريق ما يسمى ب "الذئاب المنفردة"، الذين يعتبرون أخطر فهم ليسوا مرتبطين ارتباطا مباشرا بالتنظيم، بل مجرد متعاطفين ومتأثرين كما حدث في إطلاق النار على المقيم الدنمركي. وأشار إلى أن الخلية التي حاولت اقتحام الحدود هي خلية إرهابية "داعشية" مرسلة من الخارج للقيام بهذا العمل، ف"الذئاب المنفردة" لا تأتي عادة من الخارج بل تضرب من الداخل، كما حدث في أستراليا في عملية الرهائن بمقهى سيدني، حيث أعلن المحتجز أنه يعمل ذلك لمصلحة "داعش"، رغم أنه لم يثبت أنه تلقى أوامر للقيام بذلك العمل أو اتصل مع "داعش" مباشرة. ونوه الزيادي العتيبي بأن التنظيم الإرهابي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حاول أن يستغل استشهاد قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية العميد عودة معوض البلوي على أنه انتصار لهم لأن الشهيد هو رجل أمن كبير، موضحاً أن ذلك ما هو إلا دليل على أنه مهما كانت رتبة رجل الأمن كبيرة أو صغيرة فروحه فداء لحدود الوطن. ولفت المحلل السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان قد قال قبل بضعة أشهر (لو حدث لحدود البلد اعتداء فأنا أول المدافعين)، والعميد البلوي -رحمه الله- وزملاؤه، تشربوا هذه الروح الوطنية التي لا تفرق في الرتبة والمنزلة الوظيفية أمام شرف حماية حدود البلاد من المعتدين الإرهابيين.