سريعا، استعاد أهالي بلدة القديح عافيتهم، بعد أن عاشوا تحت وقع صدمة قيام انتحاري بتفجير نفسه وسط المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، في حادثة أسفرت عن استشهاد 21 مصليا، وإصابة نحو 102 آخرين، نصفهم تماثل للشفاء. وفيما وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بعد العملية، بسرعة توفير الإسعافات الأولية والمستلزمات الطبية اللازمة للمصابين في حادثة القديح، وتوفير الدعم اللازم لهم، علمت "الوطن" أن الانتحاري الذي نفذ العملية باغت المصلين خلال الركعة الثانية من صلاة الجمعة، وفجر نفسه في الصفوف الخلفية، وكان يرتدي وقتها زيا باكستانيا. وتحقق الجهات الأمنية المختصة في هذه الأثناء، في مصدر الحزام الناسف الذي استخدمه الانتحاري في هذا العمل الذي لاقى شجبا واسعا من هيئة كبار العلماء وكل الفعاليات الاجتماعية الذين دعوا إلى تفويت الفرصة على الراغبين في النيل من وحدة المجتمع وضرب النسيج الوطني. ولم تستبعد وزارة الداخلية تورط داعش في العملية الذي أعلن بدوره مسؤوليته عنها. وأبلغ "الوطن" المتحدث الأمني في الوزارة اللواء منصور التركي بأنهم لا يستبعدون أي احتمال، نظرا إلى ما تم الإعلان عنه في رجب الماضي من إحباط مخطط إرهابي كان يهدف إلى إثارة الفتنة بتحريض وتخطيط من تنظيم داعش نفسه. تشابهت الظروف واختلفت وسيلة التنفيذ، هكذا يمكن تلخيص المشهد إزاء العملية الإرهابية التي استهدفت مسجدا في بلدة القديح بالقطيف أمس، بمقارنتها بالعملية الإرهابية التي استهدفت مجلس تجمع للمصلين في بلدة الدالوة بالأحساء بداية العام الحالي، حيث يلحظ أن المنفذين حرصوا على استهداف المترددين على تلك الأماكن في العمليتين، مع اختلاف الطريقة، التي تطورت من استهداف بالسلاح الناري في العملية الأولى إلى استهدافهم بشخص انتحاري في عملية الأمس. المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي لم يستبعد في تصريحات إلى "الوطن" تورط تنظيم داعش الإرهابي في التفجير الانتحاري الذي وقع في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح، في وقت تبنى فيه التنظيم في بيان له مسؤوليته عن التفجير. ولم يجزم اللواء التركي بمصدر الحزام الناسف الذي استخدمه الانتحاري في هجوم الأمس، غير أنه أكد أن الجهات الأمنية المختصة بدأت مهماتها بالتحقيق في الجريمة الإرهابية. وكانت الجهات الأمنية أحبطت في وقت سابق، مؤامرة إرهابية ضخمة، خطط تنظيم داعش لتنفيذها داخل السعودية، عبر محاولته إدخال عدد من الانتحاريين وأحزمة ناسفة، عبر مركز سويف الحدودي (شمال البلاد)، التي انتهت بمقتل جميع العناصر الإرهابية والقبض على متواطئين معهم في مدينة عرعر. وحول عملية الأمس، أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في تصريحاته إلى الصحيفة، أن النتائج التي سيتم التوصل إليها عن طريق الجهات الأمنية المختصة، من شأنها أن تحدد من يقف وراء هذا العمل الذي وصفه ب"الجبان"، والمتورطين فيه. ورد اللواء التركي على سؤال حول ما إذا كانت فرضية تورط داعش في العملية واردة أم لا، بالقول "لا نستبعد أي احتمال، وقد سبق أن أوضحنا تورط تنظيم داعش الإرهابي في جريمة الاعتداء الإرهابي ببلدة الدالوة بالأحساء في شهر محرم الماضي، كما أعلنا خلال شهر رجب عن إحباط مخطط إرهابي يهدف إلى إثارة الفتنة بتحريض وتخطيط تنظيم داعش الإرهابي، والقبض على المتورطين فيه".