دشن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند، "دبلوم المستجدين الميدانيين" لمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي ينظمه المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة، وذلك بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، ومدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس. وأوضح عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الدكتور أحمد الفريح، أن تدشين هذا المشروع النوعي لتأهيل المستجدين من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُعد دليلاً على سعي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتطوير العمل الاجتماعي؛ ليُؤدى بكفاءة عالية وتأثير ميداني عميق وحكمة بالغة يدرك بها المستجد حكمة ذوي الخبرة الميدانية الطويلة.
وأضاف قائلاً :"لا شك أننا سنرى قريبًا مستجدين حكماء ومحتسبين علماء، وآمرين رحماء وناهين فقهاء، أولئك هم المؤثرون الذين تصلح بهم المجتمعات وتقوم على أيديهم الحضارات، كما أن المعهد حريصٌ كل الحرص على تنفيذ هذه البرامج التدريبية والتأهيلية والتأصيلية للعاملين في جهاز الهيئات، بالتعاون مع كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة لتوسيع مفهوم الحسبة كثقافة مجتمعية عبر مؤسسات علمية ومجتمعية صاغته جامعة أم القرى وتُسهم في نشره جمعية الحسبة".
وقال رئيس الهيئات: "إن قيادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله ورعاه- الذي قاد بحزم وبعزم وبظفرات متتاليات هذه البلاد المباركة، ليس لمن دونه إلا أن يسعى في هذه الوجهة المباركة، وهي العمل بحزم وبعمل منهجي صحيح قائم على الدراسات والخطط المؤصلة، كما أن الرئاسة العامة أطلقت مبادرات لتطوير عملها لتحقيق رسالتها وأهدافها.
وتابع: ومن هذه المبادرات المهمة إحداث برنامج (دبلوم للمستجدين في العمل الميداني) وألا يلتحق أي عامل في المجال الميداني في الرئاسة العامة إلا بعد الالتحاق بهذا الدبلوم الذي مدته عام دراسي كامل، والقصد من هذا كما هو ظاهر بيِّن تطوير الأداء وكفاءة العمل؛ فإن العامل في المجال الميداني المسؤولية عليه كبيرة، ولذلك لابد أن يكون مؤصلاً ويحمل من المعارف والعلوم في مجال عمله ما يؤهله للقيام بهذه المهمة على الوجه الصحيح الشرعي والنظامي والمحقق لهذه الرسالة السامية: رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأردف: الفضل لله المنعم المتفضل الذي أعان ويسَّر وجادَ وتفضَّل على هذه البلاد المباركة بالنعم الوافرة، ومن ذلك هذه الولاية الراشدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- الذي هو دائمًا وأبدًا يقف داعمًا ومشجعًا ومناصرًا لأعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسانده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله" ثم دشن الدبلوم التدريبي لأعضاء الهيئة إلكترونيًا.
وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس: إننا نسعد جميعًا بعملٍ احتسابي مؤصَّل تقر به الأعين، وتبتهج به المجتمعات، وتتحقق من جرائه المآلات والآثار المباركة.
وأضاف: ومن حسن التوفيق أن يختار المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعتنا الغراء جامعة أم القرى المكان والمكانة ليجتمع مع المكان والمكانة شرف الغاية والرسالة، وإنني لأشكر -أولاً وقبل كل شيء- المولى سبحانه وتعالى على توفيقه، فنحن في ليلة من ليالي العز والنصر والشموخ والرفعة والتمكين والإصلاح، جنودنا البواسل في حدود بلادنا يحرسون بحماية الله أمن الحرمين الشريفين، وهذه البلاد بلاد العقيدة والشريعة والكتاب والسنة والحرمين الشريفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الأيدي تبني لتخرج جيلاً محتسبًا يرفع راية الحسبة على تأصيل وعلى علم، وعلى معرفة بالمقاصد الشرعية والمآلات المعتبرة والآداب المرعية.
وأشار إلى أنه في جامعة من أعرق جامعاتنا التي نكنُّ لها المحبة والتقدير، فجزى الله خيراً الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند بسبب هذه الجهود المباركة التي هي محل الإشادة والفخر والاعتزاز والارتياح من جميع محبي الحسبة حتى لا يستهدف هذا الجهاز من أناس لا يحملون الرسالة، أو من أناس يحكّمون العاطفة والحماسة على سبيل التأصيل والتأهيل.
وقال : ألا ما أجمل عطر الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حينما يحمل بين طياته قلبًا متوقدًا يغار على هذا الدين، ويحمل أيضًا مشعل العلم الوضاء حتى لا تستهدف الحسبة ورجالاتها من خلال خطأ زيدٍ من الناس، وأجزم ومتفائل -بإذن الله- ونحن في مرحلة (إعادة الأمل) في الأمة بأسرها لا في النازلة فقط، وإنما إعادة الأمل في الأمة عن طريق التأصيل والتطوير والتأهيل والتدريب الأكاديمي الذي هو في الحقيقة صمام الأمان وطوق النجاة للسير في طريق الحسبة في أصولها الصحيحة، وهذا ما وفقت إليه الرئاسة، وما وفقت إليه جامعة أم القرى نورٌ على نور يهدي الله لنوره من يشاء.