قال عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح: إن دبلوم المستجدين الميدانيين الذي ينفذه المعهد العالي يأتي بالتشارك بين كل من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكلية المجتمع بجامعة أم القرى والمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي والجمعية السعودية للحسبة. جاء ذلك في حفل التدشين الذي أقيم مساء أمس الاثنين برعاية مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وسط حضور كبير تجاوز 600 عضو ومحتسب ودعاة اكتظت بهم قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية في جامعة أم القرى. وأشار عميد المعهد في كلمته التي ألقاها إلى أن تدشين المشروع النوعي لتأهيل المستجدين من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعد دليلاً على سعي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتطوير العمل الاجتماعي ليؤدى بكفاءة عالية وتأثير ميداني عميق وحكمة بالغة يدرك بها المستجد حكمة ذوي الخبرة الميدانية الطويلة، وقال: "لا شك أننا سنرى قريباً مستجدين حكماء ومحتسبين علماء وآمرين رحماء وناهين فقهاء، أولئك هم المؤثرون الذين تصلح بهم المجتمعات وتقوم على أيديهم الحضارات". وأوضح الدكتور الفريح أن المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى حريص كل الحرص على تنفيذ هذه البرامج التدريبية والتأهيلية والتأصيلية للعاملين في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعاون مع كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة لتوسيع مفهوم الحسبة كثقافة مجتمعية عبر مؤسسات علمية ومجتمعية صاغته جامعة أم القرى وتسهم في نشره جمعية الحسبة. عقب ذلك شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى والبرامج والمناشط التدريبية والتأهيلية التي نفذها. ثم ألقى معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، كلمة أكد فيها سعي الهيئة للعمل العلمي المؤسسي القائم على الخطط والدراسات الاستراتيجية وفق منهجية سليمة وصحيحة، موضحاً أن الرئاسة العامة أطلقت مبادرات لتطوير عملها وتحقيق رسالتها وأهدافها ومن هذه المبادرات المهمة استحداث برنامج دبلوم للمستجدين في العمل الميداني. وأشار إلى أنه لا يلحق لأي عضو في المجال الميداني في الرئاسة العامة إلا بعد الالتحاق بهذا الدبلوم ثم اجتيازه بعد الاختبارات القياسية والتقويم المستمر للملتحق بهذا البرنامج والمقرر مدته عام دراسي كامل، مبيناً أن الأهداف الرئيسة لهذا البرنامج تطوير الأداء ورفع المستوى العام لدى العاملين في المجال الميداني وتأهيلهم للقيام بهذه المهمة على الوجه الشرعي والنظامي الصحيح والمحقق لهذه الرسالة السامية رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأوضح الدكتور السند أن جامعة أم القرى ممثلة في المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريك استراتيجي للرئاسة العامة نعمل معا لتحقيق رسالة هذا الجهاز المبارك من خلال هذا الذراع الأكاديمي التدريبي الذي يحمل من الكفايات والخبرات ما يؤهله للقيام بمسؤولية الإعداد العلمي والتأهيل التدريبي للملتحقين بالبرامج. كما استمع الجميع إلى قصيدة شعرية قدمها الشبل عبدالله خليل الحيدري نالت استحسان الحضور. بعد ذلك ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، كلمة أشاد فيها ببرنامج تأهيل المستجدين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعد خطوة في الطريق الصحيح، مطالباً المتربصين بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعاملين فيه أن يتقوا الله في أنفسهم. وأوضح أن السير في الطريق الصحيح من خلال التأهيل والتأصيل هو ما يحقق المخرجات والآثار والمآلات التي يريد هؤلاء بها الأمر العظيم، مشيداً في ذات السياق بدور العاملين المحتسبين، وخص معاليه جنودَ الوطن البواسل الذين يحرسون بحماية الله حدود بلادنا وأمن الحرمين الشريفين والدفاع عن عقيدة هذه البلاد المباركة. ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أكد فيها أن الجامعة ازدادت شرفاً بما متَّعها اللهُ بهِ لاختيارِ ولاةِ الأمرِ لها؛ لتحتضنَ المعهدَ العاليَ للأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ، وازدادَ الشرفُ أيضاً حينما أُنشئت الجمعيةُ العلميةُ السعوديةُ للحسبةِ في ظلِ المعهدِ، لتصبحَ هذهِ الجامعةُ مرجعَ المحتسبينَ، تقومُ بدورها في تأصيلِ الحسبةِ وصياغةِ قواعدها الفقهيةِ والشرعيةِ، ونشرِ ثقافتها بينَ أفرادِ المجتمعِ، وتأهيلِ رجالها تأهيلاً علمياً ومهارياً، ليكونَ المحتسبُ قائماً بعملهِ على هدىً وبصيرةٍ. وأضاف أنَّ التحالفَ بينَ مؤسساتِ الدولةِ التعليميةِ والتنفيذيةِ، وبين مؤسساتِ خدمةِ المجتمعِ؛ يؤكدُ عُمْقَ العنايةِ بالمجتمعِ، فالكلُّ يحملُ همهُ، ويسعى لإصلاحهِ وبنائهِ، ويقومُ بحمايتهِ، فهو مجتمعنا ونحنُ أبناؤهُ، ولن يَنْهَضَ مجتمعٌ أُهملَ بناؤهُ، مؤكداً تعهد الجامعة بتقديمِ كلِ ما يصبُّ في خدمةِ الحسبةِ والمحتسبينَ، وتلبيةِ كلِ ما يحتاجونهُ من برامجَ تعليميةٍ وتدريبيةٍ وفعالياتٍ ثقافيةٍ، ومشاريعَ بحثيةٍ وتطويريةٍ، من خلالِ المعهدِ العالي للأمرِ المعروفِ النهيِ عن المنكرِ، وسنعملُ جاهدينَ على نشرِ ثقافةِ الحسبةِ بينَ كافةِ شرائحِ المجتمعِ، من خلالِ الجمعيةِ العلميةِ السعوديةِ للحسبةِ. وفي ختام الحفل تم تسليم شهادات دورة إعداد المحتسب، ثم كرّم المتميزين في دورة إعداد المحتسب.