ناشدت مجموعة من ذوات الظروف الخاصة، المنتسبات لنادي "العلا" التابع للشؤون الاجتماعية بالشرقية، جميع فئات المجتمع أن يغيروا من نظرتهم تجاه الأيتام حفاظاً على مشاعرهم وكرامتهم، وألا يختزلوا حياتهم في توفير المأكل والمشرب. جاء ذلك أثناء فقرة كرسي الاعتراف في منتدى الفتاة الذي أقامته جمعية بناء لرعاية الأيتام في المنطقة الشرقية أمس الأربعاء. وبدورها طالبت ثريا سليمان، وهي من ذوات الظروف الخاصة، بضرورة الالتفات إلى نفس اليتيم وروحه وطموحه وعلاقاته الاجتماعية وكيفية إعانته على رسم صورة لمستقبله منذ الطفولة وسبل تنمية شخصيته بجوانبها كافة. محذرة من اقتصار التعامل مع اليتيم فيما يتعلق بفاقة فقط، ومشيرة إلى أن اليتيم لا يجب إبلاغه بحقيقة ظروفه إلا بعد إكماله عشرة أعوام من عمره وقبل بلوغ عامه الثالث عشر، شريطة أن يؤخذ في الاعتبار الكيفية التي سيتم إبلاغ اليتيم بحقيقة ظروفه ومَنْ الذي سيقوم بإفهامه. ومن جهتها ناشدت إحدى الأمهات الحاضنات، وتدعى "أم لمياء"، المسؤولين الالتفات إلى مستقبل هذه الفئة، ورأت أنه لا بد من تمليك اليتيم أو اليتيمة مسكناً خاصاً يُسجَّل رسمياً بأسمائهم؛ كي يكون سبباً في ضمان استقرارهم، وخصوصاً أن اليتيم المحتَضَن لا يرث أسرته الحاضنة وفق الشرع. بينما طالبت فطيم الحريقي، مسؤولة الوثائق الرسمية في قسم رعاية الأيتام عضو لجنة استلام الأطفال من ذوي الظروف الخاصة، الأحوال المدنية بالاستعجال في إدراج وثائق ذوي الظروف الخاصة واختصار إجراءتها التي تستغرق وقتاً طويلاً. فيما قالت نائب مدير مكتب الإشراف الاجتماعي في المنطقة الشرقية هدى الملحم: إن حاجة اليتيم لا تقتصر على المأكل والمشرب والسكن فقط. مشيرة إلى أن الأيتام بحاجة ماسة إلى اليد التي ترعاهم رعاية تتلمس مشاعرهم وحاجاتهم العاطفية والنفسية حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم مستقبلاً، وأنه بقدر ما يُعطَون فإن العطاء سيعود على وطنهم. مضيفة بأن دور مكتب الإشراف يسير ضمن خطط مدروسة مع الأيتام من الناحية العلاجية، ودورهم الوقائي يتضمن توعية الفتيات في المدارس الثانوية والجامعية. مؤكدة أن مسؤولية اليتيم هي مسؤولية المجتمع كله، ولاتقتصر على جهة معينة. يُذكر أن منتدى الفتاة الذي أُقيم ضمن فعاليات انطلاق جمعية "بناء" الخيرية لرعاية الأيتام أواخر مارس الماضي تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ضمّ عدداً من الفعاليات، من بينها محاضرة عُنونت ب"أمسية مركبات النجاح"، قدمتها المدرِّبة نورة عبد الرحمن، وتحدثت فيها عن قيادات الحياة والمرونة في التعامل مع الحياة وصولاً للنجاح والتوافق الاجتماعي مع المجتمع بشرائحه كافة. بعدها ألقت الفتاة نورة عبدالحميد قصيدة عن الأم، استثارت فيها مشاعر الأمهات الحاضرات، وبدت فيها موهبة مهارة الإلقاء واضحة وجلية. بعد ذلك عرضت الفتيات بعض منتجاتهن الفنية والمهارية كلوحات الرسم وتزيين الكيك وتجهيز باقة الورد وخلطات العطور التي نالت إعجاب الحاضرات.