كشف الطبيب السعودي المتخصص بطب المخ والأعصاب والمتعاقد مع مستشفى الملك خالد بتبوك والمتهم بالمزاجية، تفاصيل عدم حضوره أمس للمواعيد التي جاء على إثرها اتهام عدد من ذوي المرضى له بالمزاجية وتسببه في التعب النفسي والبدني لهم، وتفاصيل الحالة التي حضرت بالإسعاف من بعض محافظات منطقة تبوك، وموقفه من آخرين تكبدوا عناء السفر للكشف حسب مواعيد نظامية بعضها تم حجزه منذ أكثر من شهرين. وأوضح أنه أبلغ المدير الطبي بتحويل الحالة التي حضرت بالإسعاف إلى الطوارئ، وإبلاغ الطبيب الأخصائي المناوب بحاجة الحالة للتنويم، وفحص أكثر شمولية، وتم التنسيق هاتفياً مع مدير العيادات؛ لمتابعة جميع الحالات.
وكانت "سبق" قد نشرت عن اتهام ذوي المرضى للطبيب أمس بعنوان "مراجعون: مزاجية طبيب بمستشفى خالد في تبوك تزيد معاناتنا"؛ حيث اتهم عدد من المرضى وذويهم، طبيب المخ والأعصاب السعودي المتعاقد بمستشفى الملك خالد في تبوك، بالمزاجية، وتسببه في التعب النفسي والبدني لهم، خصوصاً أولئك الذين حضروا من بعض محافظات منطقة تبوك، وتكبدوا عناء السفر للكشف حسب مواعيد نظامية بعضها تم حجزه منذ أكثر من شهرين.
وقال الطبيب السعودي والمتخصص في طب المخ والأعصاب للأطفال ل"سبق": "تم التعاقد معي كطبيب زائر لمدة 44 يوماً تنتهي بتاريخ 14/ 8/ 1436ه، وقد تم التعاقد معي سابقاً بنفس المستشفى في ثلاث فترات سابقة وقد حرصت أن تكون هناك فترة كافية للتعاقد قبل البدء بالعمل؛ ذلك لإبلاغ المستشفيات المعنية لتحقيق الفائدة القصوى.
وأضاف: "توجهت بعد التعاقد معي مباشرة برفقة رئيس القسم إلى مدير العيادات، وطلبت فتح عيادتين تخصصيتين للأعصاب، على أن تكون يومي الاثنين والأربعاء الساعة الواحدة ظهراً، وتم تحديد عدد المرضى بواقع 12 مريضاً بكل عيادة؛ حضرت برفقة طبيبة مقيمة سعودية تعمل بقسم الأطفال، وفي أول أسبوع عمل بعيادة الأربعاء تم إبلاغي عن طريق رئيسة التمريض بالعيادات بأن هذه العيادة قد تم قفلها، ولا يوجد تسجيل مرضى بتاتاً عليها؛ وذلك لعدم وجود كادر تمريضي كافٍ".
وتابع: "غادرت المكان وقمت بطلب إبلاغي عن أي مستجد بوقت كافٍ، وقد مرّ على ذلك 3 أسابيع، وأنا أقوم بعمل عيادة الاثنين فقط، ولم ترد أي أخبار عن إعادة فتح للعيادة المذكورة، وحرصاً مني قمت بإرسال تغريدة بتاريخ30 أبريل مفادها إبلاغ كل من يهمه الأمر للتواجد بعيادتي؛ لحرصي على تقديم الخدمة لأكبر عدد من المستفيدين، وتفاجأت أنه مع كل هذا الحرص يتم وصفي بأنني طبيب مستهتر".
وقال الطبيب: "تم إبلاغي أمس بفتح عيادة الأربعاء، ووجود 8 مرضى وبشكل مفاجئ نحو الساعة 2:30 مساءً، وأخبرتهم بأن هذا عمل عشوائي، ولا بد من إبلاغي بشكل مبكّر بفتح العيادة حتى أستطيع الحضور في الوقت المحدد، مشيراً إلى أن العيادات يتم إغلاقها بموعد 3:30م، الأمر الذي يجعل عملية الكشف على الحالات المرضية وهي حالات تعرض عليّ لأول مرة تحتاج فيما لا يقل عن 20 دقيقة لكل مريض غير كافية لإجراء التشخيص الطبي؛ لعدم توفر الوقت الكافي".
وبيّن موقف الحالة التي جاءت في الإسعاف بقوله: "أبلغت المدير الطبي بأن يتم تحويل الحالة التي حضرت بالإسعاف إلى الطوارئ وإبلاغ الطبيب الأخصائي المناوب؛ لأن الحالة قد تحتاج إلى تنويم وفحص أكثر شمولية، وتم التنسيق هاتفياً مع مدير العيادات؛ لمتابعة جميع الحالات التي بالعيادة صباح اليوم بقسم الأطفال؛ ذلك حفظاً لحقوقهم ولإعطائهم الوقت الكافي للفحص، ومن ثم التشخيص".
وأوضح الطبيب ختاماً: "أجزم بأن هناك لبساً وسوء تنسيق يتحمل مسؤوليته الجميع، ومما يدعو للحزن أني كنت حريصاً على العمل بوزارة الصحة كطبيب زائر؛ لمتابعة الحالات التي لا تستطيع الوصول للعلاج بالعسكري، وتنتظر مواعيدها بمستشفيات أخرى خارج المنطقة"، مشيراً إلى أنه يستطيع الحصول على نفس العائد المادي من التعاقد مع التشغيل الذاتي بذات المستشفى الذي ينتمي إليه.
وكانت "سبق" قد تناولت، في خبرها السابق، ما قاله المواطن عبد الله الشمري، القادم برفقة ابنه من محافظة تيماء في سيارة الإسعاف، حين قال: "حضرت بموجب موعد تم تنسيقه من مديرية الشؤون الصحية بمنطقة تبوك، وتم نقل ابني عبر الإسعاف للحضور في العيادة، وصلنا قبل الموعد بثلاث ساعات ومكثنا في الطوارئ لحين جاء وقت العيادة، وانتظرنا الدكتور ولكنه لم يحضر، وذهبنا لتقديم شكوى لمدير المستشفى".
وتساءل "الشمري"، في حينه، عن العقوبات التي قد تردع مثل هذا الطبيب "المستهتر" بمواعيد الناس وأوقاتهم ومعاناة سفرهم، وإن كان لديه ما يمنع حضوره لماذا لم يعتذر مبكراً.
وبيّن المواطن نايف عطا بقوله: "حرصت على الحضور مبكراً، وانتظرت طويلاً لنتفاجأ بعدم رغبة الدكتور في الحضور بعد أن تم الاتصال به من قبل إدارة المستشفى، وقد عرفت لاحقاً أنه يحتجّ بأن الأسبوع الماضي لم يأتِ له مراجعون في العيادة".
وعلمت "سبق" أن الطبيب يعمل في مستشفى الملك سلمان العسكري، وتم التعاقد معه في مستشفى الملك خالد، لعلاج المخ والأعصاب للأطفال على وجه الخصوص، ويزور مستشفى الملك خالد بتبوك يومين في الأسبوع يلتقي في كل يوم قرابة 25 مريضاً محجوزة مواعيدهم سلفاً.
وتواصلت "سبق"، في حينه، مع المتحدث باسم الشؤون الصحية بمنطقة تبوك عودة العطوي، وأوضح أن الطبيب اعتذر عن عدم المجيء للعيادة اليوم لمدير المستشفى بعد أن اتصل به بعد شكاوى المواطنين، مضيفاً أن الطبيب المذكور متعاقد معه من قبل المستشفى كطبيب زائر من الداخل لمدة 40 يوماً، ووعد بالتحقيق في الواقعة، مؤكداً أن العناية بالمرضى واحترام مواعيدهم من الأولويات في وزارة الصحة.