مع بدء سريان وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية بناءً على الهدنة التي أقرّها التحالف العربي باليمن، والتي انطلقت يوم أمس الثلاثاء، تعمل إيران على إعادة التوتر لليمن من خلال استمرار جهودها المتكرّرة بإفشال أي فرصة تتيح الاستقرار به وذلك عن طريق دعمها لعملائها باليمن من الحوثيين والمخلوع صالح. وكان آخر تلك المساعي إعلانها أمس الثلاثاء إرسال سفينة شحن ترافقها سفن عسكرية تدّعي طهران أنها تحمل إمدادات إغاثة إنسانية إلى ميناء الحديدة رغم إعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية فرض تفتيش كل السفن التي تدخل اليمن بهدف منع تهريب السلاح لجماعة الحوثي والذي رفضته إيران وذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم التي قالت إن بلادها لن تسمح لقوات بحرية تقودها السعودية بتفتيش سفينة شحن في طريقها لليمن وترافقها سفن عسكرية.
كما نقلت (رويترز) وفقاً لوكالة أنباء إيرانية اليوم الأربعاء عن أفخم قولها "لن يمنح الإذن بتفتيش السفينة التي تحمل مساعدات إنسانية من إيران للدول التي تشارك في الصراع باليمن"، وهي الخطوة التي انتقدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية من إيران وحثتها على تحويل مسار السفينة إلى جيبوتي حيث يمكن للأمم المتحدة تنسيق وتوزيع المساعدات.
وتعد هذه المحاولة من إيران الثانية لها بعد الطائرة التي أرسلتها طهران لليمن وزعمت أنها تحمل على متنها مساعدات إنسانية وحاولت كسر الحظر الجوي الذي فرضة التحالف باليمن وقامت مقاتلات التحالف بمنعها من الهبوط بمطار صنعاء وذلك بتدمير مدرجه بعد رفض قائد الطائرة الهبوط بمطار بيشة للتفتيش والذي كان متفقاً عليه مسبقاً مع المسؤولين بإيران ولا تنفذه.
وتزيد الخطوات الإيرانية الأخيرة الشكوك حول حقيقة ما تحمله السفن والطائرات الإيرانية داخلها والذي رجّحه متابعون بأنها أسلحة ومعدات عسكرية للحوثيين بعد تدمير التحالف العربي كميات كبيرة من مخزونه العسكري ما تسبّب بتراجعهم وخسارتهم لأجزاء كبيرة من مناطق احتلوها بعد انقلابهم على الشرعية باليمن.
وأصبح الوضع الذي يعيشه الحوثيون يهدّد بإسقاطهم مع استهداف التحالف المستمر لقيادات بارزة فيه وسقوط مئات المقاتلين الذين يتبعون له، فيما تعمل إيران جاهدةً على تفادي وقوعه من خلال محاولات يائسة منها بإمدادهم بالسلاح لضمان وجودها باليمن عبر جماعة الحوثي.
وتحاول إيران أن تكون جماعة الحوثي نسخة مكرّرة من حزب الله بلبنان للسيطرة على اليمن وهو ما أكده مسؤول إيراني كبير بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية بأن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي تتبع لها بعد بيروت وبغداد ودمشق.
ورفضت السعودية ودول عربية أخرى التوجه الإيراني بشكلٍ قاطع ليصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتوجيه ضربات جوّيه على الحوثيين وأتباع المخلوع صالح من خلال عملية عسكرية أطلق عليه اسم "عاصفة الحزم" بمشاركة قوات ومقاتلات عشر دول عربية تلبيةً لنداء الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه هادي.