في لفتة إنسانية دحضت الاتهامات الإيرانية ولجمت أبواق الملالي، دوَّن قائد المملكة خادم الحرمين الشريفين، موقفاً عظيماً حين وجّه -حفظه الله- بتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين في السعودية بطريقة غير نظامية قبل تاريخ 20 جمادى الآخرة، رغبة منه في التخفيف من وجع آلاف المقيمين على أرض الحرمين، والذين وقعوا بين مطرقة الميليشيات الحوثية التي عاثت في أرض اليمن، وسندان العمل غير النظامي في المملكة. تاريخ مشرف ورغم اعتقاد البعض المغلوط أن المملكة قد تتعامل مع أبناء اليمن بقسوة أو حذر، إلا أن من يقرأ التاريخ جيداً يتذكر مواقف المملكة المشرفة مع جيرانها، وخصوصاً في تعاملها الإنساني مع الشعوب، وعدم تحميلهم تبعات أخطاء الساسة، ولعل وقفة المملكة مع أبناء فلسطين المقيمين على أرضها منذ نصف قرن، واتبعه التعامل الإنساني مع المقيمين السوريين في المملكة بعد محنتهم الأخيرة قبل الكشف عن تصحيح أوضاع اليمنيين أخيراً، يؤكد دفء الأحضان السعودية وتعاملها النبيل مع الأشقاء العرب مهما اختلفت الظروف.
صدمة أبواق إيران وتسبّب القرار الإنساني الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين، بكل شجاعة وحزم في صدمة قاسية لأبواق الإعلام الإيراني، والتي أذهلتها المفاجأة قبل أن تبدأ محاولات للتشكيك في القرار؛ للنيل من المواقف السعودية النبيلة، ولعل تلك الصدمة دفعتها للتخبط في تحليل أهداف القرار، ومحاولة تشويه منظر اليد السعودية التي امتدّت لمصافحة أبناء اليمن وتنظيم أعمالهم وقانونية بقائهم في المملكة.
تشويه القرار وحاولت الأبواق الإيرانية تشويه القرار بوصفه مجاملة للرئيس اليمني عبدربه منصور، في حين اعتبره البعض محاولة سعودية لكسب رضاء اليمنيين في الداخل؛ حيث وصفت صحيفة "انتخاب" الإيرانية ما حدث بأنه يهدف لمراقبة الجالية اليمنية، ووصلت قمة التخبط عندما أعلنت بعض الصحف أن هدف تصحيح أوضاع اليمنيين في المملكة غير واضح، ولكنه غير نبيل. فشل طهران هذه المحاولات الإيرانية الخبيثة لم تنجح في إخراج القرار عن أهدافه الرئيسة؛ حيث جاء الرد ملجماً من أبناء اليمن، مرحّبين بقرار المملكة، ومشيدين بالتعامل الوقور مع الحدث من قبل جارتهم الكبرى، فترحيب الشارع اليمني في الداخل ومغتربي اليمن في الخارج، كان أبلغ رد على المحاولات الفارسية.
يد بيضاء وتفاعل العديد من المواقع الإعلامية اليمنية مع التوجيه الملكي؛ حيث نقل "مركز الخليج واليمن للإعلام" إشادات عدد من المغتربين اليمنيّين بالمملكة بالتوجيه الكريم ودلالته على حرص السعودية على وقوفها الدائم مع الشعب اليمني الشقيق، وشكرهم لخادم الحرمين، والذي وصفوه بغير الغريب عن خادم الحرمين الشريفين، الذي له يد بيضاء دوماً في الوقوف مع اليمن، موضحاً أن المغتربين اليمنيين استقبلوا التوجيه بالكثير من الفرح، ليقينهم بأنه سيحلّ الكثير من مشاكل المخالفين لشروط الإقامة بالسعودية. منطلق إنساني ووصف موقع "يمن 24" الأمر الملكي السامي للملك سلمان بتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين غير النظاميين بأنه جاء من منطلق إنساني وأخوي باعتبار اليمنيين أشقاء وجيراناً، في ظل ما يعانيه اليمن من عصابة "الحوثي" والمخلوع "صالح"، ودعماً للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور.
ليس غريباً أما رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم مهدي حاتم النهاري، فقد عبّر عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ووصف "النهاري" التوجيه بالمكرمة التي تجسّد حرص الملك سلمان على الشعب اليمني في السعودية، مؤكداً أن ذلك ليس بغريب منه الذي يبرهن يوماً بعد يوم على حرص المملكة على راحة الشعب اليمني.
خطوة إيجابية وأوضح: "إن منح اليمنيين المقيمين تأشيرات زيارة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية، والسماح لهم بالعمل وفق ما لدى الجهات المختصة من ضوابط، ويكون العمل بهذا الإجراء لمدة شهرين من تاريخ بدء التصحيح، خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح". اتركونا وشأننا ورفض "النهاري" أي تشكيك في القرار من قبل أي جهة في العالم، وقال: "هذا قرار إنساني بحت، وعلى المشككين أن يهتموا بأنفسهم ويدعونا وشأننا". على محيا المقيمين ردود الفعل تجاوزت وسائل الإعلام وقادة الرأي إلى الشارع اليمني؛ حيث ظهرت الفرحة على محيا المقيمين اليمنيين في المملكة، والذين شكروا القيادة السعودية على القرار الجريء، مؤكدين أنه تأكيد على أخوّة الشعب السعودي ومواصلة لمواقفه المشرفة مع أشقائه وجيرانه منذ قديم الزمن.