وصف والد الطفلين اللذين قتل أحدهما وأصيب الآخر بطلق ناري على يد عمهما، أمس الخميس؛ خبر وفاة ابنه "عبدالعزيز"، ودخول نجله الآخر "مشارى" للعناية المركزة بالفاجعة التي لم يتوقعها، مشيراً إلى أن ابنه الآخر يردد من داخل غرفة العناية المركزة آخر ما نطق به أخوه المقتول لعمه: "أتوسل إليك ألا تذبحنى يا سعود، وهو يركض حول السيارة"، مؤكداً أن خلافه مع أخيه كان لعقوق أمه. وقال الأب "أحمد آل مجمل عسيري" ل "سبق": "ما حدث كارثة أسرية لا يمكن أن يتحملها أي أب، ولكن ليس أمامي إلا الصبر واحتساب الأجر من الله". وعن سبب الخلاف مع شقيقة أفاد بأنه لم يلتقِ بشقيقه منذ عام، وأن الخلاف كان بينهما على أمر أسري بسبب والدته ومعاملتها من قبل شقيقه".
وأضاف أن ابنه "عبدالعزيز" طفل من أفضل أبنائه، وكان يحب أمه ويعشق الكرة، أما "مشاري" فهو الآن في وضع حرج في العناية المركزة بمستشفى عسير المركزي، وقال: إنه بين يدي الله ونحن ندعو له بالشفاء؛ حيث يقضي يومه في المستشفى لمتابعة حالة ابنه، وتابع "عسيري" قائلاً: "أنا لا أصدق ما حصل، وكنت أظن أنه حادث مروري، ولم أتوقع أبداً أن يقوم أخي بقتل أولادي، فأنا أعتبره أباهم".
وعن الخلافات بين أفراد الأسرة على الميراث، قال "عسيري": "بعد وفاة والدي، توجهنا للقضاء، الذي فصل في أمور الميراث بيننا بموافقة الجميع، ولدينا أخ معاق، وبعد انتهاء الحكم فوجئنا ب"سعود" يرفض الحكم، ويطلب تدخل محامٍ، وكان لديه اعتراض على حكم المحكمة على حكم الميراث".
وتابع: "كانت لأخي خلافات مع زوجاته، ومشاكل مع والدتي، وتمت الشكوى في الشرطة بسبب ضربه لوالدتي؛ حيث غضبت من اعتدائه على والدته وهي رابع مرة يضربها".
وبين :"أنا أسكن في الحى الراقي، وتركت بيت والدي في حي العزيزية بخميس مشيط، وقمت باستئجار منزل في الحي الراقي للبعد عن الخلافات والمشاكل معه، ومع تكرار اعتدائه على أمي بالضرب أبلغت الشرطة، وتم إيقافة في السجن 15 يوماً، فتنازلت الوالدة فظل الانتقام يحركه عليّ، وغضبت من اعتدائه وتهديده لأمي بالقتل، وتدخلت بالخلاف براً بوالدتي، وقمت بإدخالة مستشفى الصحة النفسية وتنوم 20 يوماً، فهو لا يعتبر مريضاً نفسياً فهو إنسان طبيعي، لكن مشكلته كلها معنا هي الحقد والإساءة والانتقام".
وقال: "أطالب "صحة عسير"، بإرسال أخصائيين نفسيين لمتابعة حالة ابني "مشاري" النفسية، فعندما تحدثت إليه في العناية المركزة كان يصف حال عبدالعزيز وهو يتوسل لعمه سعود، وهو يقول له: "لا تذبحني يا سعود، وهو يركض حول السيارة"، مؤكداً أن ابنه يعاني من حالة نفسية ويحتاج إلى خبراء لمتابعة حالته.
وأضاف: "أناشد الجهات الأمنية بأن تطلب تقارير تؤكد خلو من يطلب ترخيصاً لحمل السلاح من الأمراض النفسية"، وختم بقوله: "إنني الآن أطلب من الله شفاء ابني الذي يتلقى العلاج في مستشفى عسير المركزي في قسم العناية المركزة، وأحاول أن أصبّر زوجتي فمصابها جلل في ابنها عبد العزيز".
يُذكر أن قضية إطلاق النار على طفلين أمام مدرستهما بحي العزيزية، وقتل أحدهما من قبل عمهما بعد إصابة في الرأس وإصابة الآخر برصاصتين؛ إحداهما في البطن، والأخرى في الكتف؛ تحولت لقضية رأي عام؛ لغرابة وخطورة ووحشية ما حصل أمام ابتدائية زيد بن ثابت الواقعة بحي العزيزية بمحافظة خميس مشيط.