قادت شكاوى العملاء من بطء وضعف شبكات الإنترنت إلى الكشف عن تعرّض شركات الاتصالات بالمملكة لعملية اختراق فريدة وشديدة الخطورة قبل نحو أسبوعين؛ بسبب استخدام تلك الشركات لأحد أجهزة الراوتر الخاصة بشركة "Cisco" العالمية. ووفقاً لمصادر "سبق" فعقب تلقي سيل الشكاوى حدث استنفار في عدد من الجهات ذات الاختصاص، فبدأت بإجراء عمليات تحقيق موسعة؛ لمعرفة مسببات الاختراق وكيفية حدوثه، وإلى أي مرحلة وصل لها.
وثيقة أمنية وحصلت "سبق" على وثيقة أمنية بمسمى "تقرير حادثة" صادر من إحدى تلك الجهات بتاريخ 13/ 4/ 2015م والذي يوافق 23/ 6/ 1436ه -تحتفظ "سبق" بنسخة منه- يؤكد فعلياً حدوث هذا الاختراق، كما يوضّح مسبباته ومدى خطورته، كما تضمّن التقرير تأكيداً من معدّيه أنهم ينتظرون من شركة "Cisco" التعليق على الحادثة والعمل على توفير حل سريع للمشكلة.
اختراق عالمي كما أكدت بعض المصادر ل"سبق" أن اختراق أجهزة الراوتر حدث أيضاً لأكثر من 5000 جهاز حول العالم، ومن ضمنها أجهزة موجودة في عدة دول خليجية.
شلل تام ومن جانبه فقد علّق الباحث والمختص في أمن المعلومات الدكتور ياسر العصيفير ل"سبق" على الحادثة قائلاً بأن اختراق جهاز الراوتر يعني اختراق الشبكة ككل، وتكون تحت تحكم وإدارة الشخص المخترق.
وذكر أن الاختراق الذي حدث لمزودي خدمة الإنترنت بالمملكة كان قد استهدف أجهزة الراوتر التابعة لشركة سيسكو، لتصاب بالشلل التام للشبكات، مما تأثرت به العديد من الشركات والمستخدمين للإنترنت إما ببطء أو توقّف.
تنصت ومعلومات وأضاف: الأمر قد يتعدى موضوع الإنترنت إلى معلومات المستخدمين ليتم اختراقها بالكامل من قبل المخترق، باختراق الراوترات والشبكات، فهو يستطيع التحكم الكامل بجميع الشبكة والتنصت وسرقة كل قواعد البيانات والملفات.
حرب إلكترونية وأكد "العصيفير" أن الحرب الإلكترونية هي الخطر الحقيقي حالياً الذي يواجه كل الدول في المقام الأول، ثم الشركات العملاقة وخاصة الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، الذين يعتبرون الواجهة الأساسية للمستخدمين والشركات والحكومات.
حلول وشفافية وأردف: الحلول متوفرة، فالخطوة الأساسية هي الثقافة الأمنية للمزودين الخدمات والشركات عن أهمية الإنترنت، وأن يعلموا بأن الضرر يتعدي المزود لتأثر جميع المستخدمين، بالإضافة إلى الشفافية الكاملة للجهات المختصة والتعاون معهم أمنياً، الأمر الذي يحدّ الكثير من خطر الاختراقات مثل ما هو متبع بأغلب دول العالم، ودولة عمان تعتبر مثالاً خليجياً مميزاً في هذا المجال.
"سبق" حاولت التواصل مع المتحدث الرسمي لهيئة الاتصالات السعودية الدكتور ضيف الله الزهراني للتعليق على هذه الحادثة، لكن لم تجد أي رد من قبله على الاتصالات والرسائل النصية، وفي انتظار ردّه لكشف ملابسات الواقعة.