أكد أمين عام جمعية إبصار الخيرية عضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى محمد توفيق بلو، على أهمية المحافظة على نعمة البصر والعناية بها، مشيراً إلى أن الجمعية تسعى بالتعاون مع الجهات الرسمية في الدولة إلى مواصلة أهم برامجها الحديثة ممثلة في حملتها لاكتشاف عيوب الإبصار المبكر لدى الأطفال والتي تعتبر أحد أهم عوامل مكافحة العمى الممكن تفاديه. وتحدث بلو في لقاء نظمه مغرب أمس مركز مراقي للفتيات بالتعاون مع إدارة جامع عائشة بجدة بعنوان "نعمة البصر والبصيرة" عن تجربته الشّخصية مع فقدان البصر والعمل بالخطوط السعودية في العام 1992م التي بين من خلالها حقيقة أن الكفيف لديه القدرة على تجاوز العجز البصري بالتوكل على الله والعزيمة والوعي والعلم خصوصاً ما ورد في الكتاب والسنة.
ولفت إلى أنه تأثر منذ بدايات العمى معه مستمداً القوة لتحقيق طموحاته من خلال دراسته لقصة الصحابي ابن أم مكتوم رضي الله عنه الذي كان كفيفاً ولم يرَ الرسول صل الله عليه وسلم، وورد ذكره مطلع سورة عبس، موضحاً أن الإسلام وضع الأسس والمنهجية في التعامل مع العمى والمعاقين، وأكد أن استلهامه لقصص ابن مكتوم رضي الله عنه قادته إلى تقديم فكرة إنشاء وتأسيس جمعية إبصار التي تقدم خدماتها لذوي الإعاقة البصرية.
وناشد "بلو" المجتمع بالحفاظ على حقوق ذوي الإعاقة البصرية وتأدية واجباتهم نحوهم من رعاية وتكريم وإعطائهم الأولوية وتشجيعهم على التعلم واكتساب المهارات التي تمكنهم من الاستقلال الذاتي.
وحثّ المحسنين على دعم برامج مكافحة العمى وإعادة التأهيل والتدريب وسد حاجة أصحاب الإعاقة البصرية بصفة خاصة وأصحاب الإعاقات بصفة عامة ضمن الأعمال الخيرية وأن يستفاد بجزء من أموال الزكاة لذلك ضمن أوجه الصرف في سبيل الله تطبيقًا للمنهاج الرباني في الاهتمام بعلاج حالات العمى لغير القادرين على علاج أنفسهم، مشيراً إلى أن إبصار تنفذ برنامجاً لمكافحة العمى بالتعاون مع كبرى المستشفيات المتخصصة.
وفيما قدم بلو شكره لإدارة المسجد التي لفتت فعلاً جودة التنظيم والعمل على تنفيذ العديد من البرامج التوعوية، فقد طالب بضرورة الاهتمام بالوصول الشامل في مساجدنا، مشيراً إلى أنه وأقرانه من المكفوفين يجدون صعوبة في الدخول إلى المسجد.
وشدد على أهمية أن تكون بيوت الله من أفضل الأماكن في سهولة الوصول الشامل لذوي الإعاقة البصرية ومعالجة مظاهر نقص الوعي لدى بعض المصلين الذين يتركون أحذيتهم بطريقة عشوائية عند الأبواب والمداخل مسببة عائقاً وخطورة لذوي الإعاقة البصرية بصفة خاصة والمصلين بصفة عامة بما في ذلك إيقاف السيارات حول المساجد الأمر الذي ينافي شعب الإيمان التي أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
وطالب القائمين على بناء المساجد والمهندسين والمصممين بمراعاة عدم وضع حواجز على مداخل وممرات المساجد والاهتمام بمخارج الطوارئ والسلامة، منوهاً بأهمية أن تكون منابر المساجد وعلى رأسها الحرمين الشريفين أحد أهم الأماكن للتوعية بالتنمية الإنسانية وتوجيه المجتمع لمساندة الأشخاص ذوي الإعاقة والتكفل بضمان حقوقهم المعنوية والمادية والتشريعية.
وفي سياق متصل بالقسم النسائي بالجامع، قدمت عهود حجي صاحبة إعاقة بصرية وموظفة بجمعية إبصار الخيرية لمحة عن مفهوم الإعاقة البصرية وتجربتها مع الإعاقة البصرية وبعض المصاعب التي واجهتها وكيف تغلبت عليها والتعريف بجمعيه إبصار الخيرية وخدماتها وكيف استفادت منها لتطوير وتحسين مستواها العملي والمهني بعد أن أتيحت لها الفرصة بالعمل كموظفة خدمات العملاء.
وشرحت كيف نجحت في ذلك وتغلبت على إعاقتها البصرية من خلال ما قدمته لها الجمعية من برامج تدريبية وإعادة تأهيل، ونوهت بأهمية الحد من الإعاقة البصرية من خلال الاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار، بعد ذلك، ثم أجابت على أسئلة الحاضرات حول كيفية التواصل مع جمعية إبصار ودعمها.