في ظل صمت الجهات المعنية عن تفاقم "أزمة المياه" بالمدينةالمنورة، والتي اجتاحت عدة أحياء لم يرَ المواطنون سوى تصريحات مخدِّرة صدرت عقب انتهاء مهلة الصيانة، أعقبها تزايد الأزمة، وسط قلق شديد انتاب الأهالي؛ خوفاً من استمرار أزمة المياه، ومناشدة وزير المياه والكهرباء التدخل. تفاؤل وتردٍّ وسط هذه الأجواء تفاءل عدد من سكان الأحياء التي تشهد أزمة المياه بتصريحات مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس صالح بن عبدالعزيز جبلاوي، التي بين فيها أن سبب نقص كميات المياه يعود لقيام المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأعمال الصيانة الدورية لوحدات محطات التحلية التي تستمر لمدة (12) أسبوعاً ابتداء من تاريخ 19/ 3/ 1436ه، إلا أن تصريحه أوضح تردي الإنجاز، والعجز عن إنهاء الأزمة التي باتت مزمنة.
توجيهات ومخدّر وكانت توجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة للجهات المختصة في تنفيذ خطة عمل؛ للقضاء على أي تلاعب في الأسعار وتوفير المياه المطلوبة للمستفيدين وقصر مدة الانتظار للمواطنين إلى أقل وقت في جميع أشياب المياه التابعة للمديرية العامة للمياه في المنطقة، والتعامل بكل حزم للقضاء على أي تلاعب، وتطبيق التعليمات بصرامة، واضحة وصريحة، إلا أن مسؤولي المياه اكتفوا بتصريح مخدّر عن سرعة المعالجة لهذه الأزمة، دون معالجتها بالفعل.
تساؤلات وتوصيات وفي الوقت الذي ينقل الوسط الإعلامي معاناة المواطنين في أزمة المياة، والتي تعد من أبسط حقوقهم، تظل التساؤلات تتردد عن المسؤول الذي لم يرتقِ لمستوى المسؤولية التي كلفه بها ولاة الأمر؟، وسط التزام الجهات العليا للصمت، على الرغم من التوصيات المستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالمواطنين.
مآسٍ متواصلة أكثر ما يُثير مشاعر الحزن في أشياب المياه بالمدينةالمنورة، رجل كبير في السن ينتظر عدة ساعات، وشاب صغير يحمل في يده مبلغاً محدوداً؛ من أجل أن يجد صهريج ماء يسدّ به حاجة منزله، وآخر ينتظر رقمه الذي حصل عليه من وقت مبكّر، إضافة إلى أن الكثير ينتظر تحت أشعة الشمس، وسط تعجب منهم وتساؤل: "لماذا لا تضخ هذه المياه في المنازل بشكل مباشر؟، ولماذا لا تكون هناك خطة محكمة في مثل هذه الأزمات؟
برسم الوزير وتضع "سبق" بدورها الإعلامي هذه المعاناة أمام وزير المياه والكهرباء عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، وأمام الجهات العليا؛ للتدخل العاجل وإنهاء أزمة المياه التي أصحبت مزمنة.