شَرَع أفراد القبائل الحدودية -منذ أسابيع- في تطهير أراضيهم من المجهولين؛ وذلك مع انطلاق "عاصفة الحزم" التي تهدف إلى إنقاذ اليمن من الميليشيات الحوثية. وظهرت نتائج إيجابية لبادرة أبناء القبائل في ضبط المجهولين، وتَبَيّن أن غالبية الموقوفين من الجنسية الإفريقية.
وقد ساهمت "عاصفة الحزم" في تحفيز أبناء الشعب اليمني على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدو الذي يهدد مستقبل بلادهم، ودفعت هذه الأجواء بالأفارقة إلى أن يتولوا تنفيذ الأعمال غير الشرعية؛ كالتهريب، في ظل التزام الكثير من اليمنيين بالتوقف عن أي ممارسات خاطئة.
وقال مواطنون في محافظة الحرث: إن التنسيق دائم ومستمر مع الجهات الأمنية والمعنية، للإبلاغ عن أي مجهول يتسلل مخترقاً الحدود بطريقة غير نظامية؛ مشيرين إلى أن بعضهم يلجأ إلى الطرق الوعرة والخطيرة للوصول إلى الأراضي السعودية.
أما القبائل الجبلية؛ فقد عوَّض أبناؤها الشبوك الحدودية بالحراسات المستمرة من قِبَل المواطنين والجهات الأمنية، وذلك بتوجيهات من مسؤولي المحافظات، لردع أي خطر مُوَجّه للسعودية.
وتمكنت القبائل الجبلية، في الأسبوعين الماضي والحالي، من ضبط 150 متسللاً معظمهم من الجنسيات الإفريقية، يمارسون التهريب بمختلف أشكاله، ويسعون للفرار من الأحداث الجارية في اليمن، وقد تم إلقاء القبض على الكثيرين ممن يعيشون في الأراضي السعودية داخل منازل قديمة. وقال أحد المهربين الأفارقة الموقوفين على يد فرقة متطوعة من القبائل الجبلية ل"سبق": "هربنا من اليمن؛ بسبب عزوف اليمنيين عن تهريب الممنوعات إلى السعودية، وكذلك بسبب خوفنا من الوضع الراهن".
من جهته، قال محافظ جبال فيفاء الحدودية محمد بن عبدالله الغزي: "نؤكد استعداد وجاهزية قبائل جبال فيفاء؛ لردع أي عدوان خارجي من شأنه الإخلال بأمن الوطن، وهذا واجب وطني على كل فرد من أبناء الوطن".
وعن التنسيق بالنسبة لورديات الحراسة الحدودية، قال المشرف على مجموعات القيادة والحراسة الشيخ يحيى جابر جبران الفيفي: "هناك ما يربو على 40 مركزاً يشرف عليها متخصصون ممن تقاعدوا من السلك العسكري، مع وجود العديد من الخبرات الدفاعية والقتالية تتناوب الحراسة ضمن ورديات منسقة سلفاً مع الجهات الأمنية والمسؤولين".
وأضاف: "تقوم هذه الكوادر بتمشيط دوريّ لكل جزء من أجزاء فيفاء بسيارات ذات الدفع الرباعي ومشياً على الأقدام؛ نظراً لصعوبة تضاريس الجبال؛ وذلك بالتواصل المباشر مع محافظ فيفاء وشرطة المحافظة".
وأردف: "في المحافظات الحدودية الأخرى توجد كفاءات تقوم بنفس المهام بالتنسيق مع الجهات الأمنية؛ وذلك لحماية الحدود".