ما يزال تدفق قوافل المتسللين من الأفارقة ومجهولي الهوية، مستمرا إلى شرق محافظة فيفاء، مستغلين في ذلك وعورة الحدود الجبلية مع الشقيقة الجمهورية اليمنية، وصولاً إلى وادي الجوة شمال فيفاء والذي يشكل مقرا وممرا آمناً لهؤلاء المتسللين إلى المحافظة وباقي أنحاء البلاد، انطلاقا من بعض مساجد فيفاء والتي تحولت إلى وكر يؤويهم ريثما يأخذون راحتهم ومن ثم يعاودون المسير والانطلاق إلى وجهتهم نحو مختلف المدن. ويقول المواطن حسن يحيى الفيفي، إنه وبالرغم من الحملات الأمنية التي نفذتها الجهات الأمنية في فيفاء بالتعاون مع المواطنين، والتي تم خلالها القبض على العشرات منهم، إلا أن استمرار وصول هذه الأعداد بشكل يومي، يجعل من أحياء الجوة نقاط تجمع لا تنفع معها الحملات الأمنية. وبين الفيفي، أن مسجد في جوة آل سلمان بفيفاء، تحول إلى مسكن ووكر للأثيوبيين،«عكاظ» وبرفقة الفيفي زارت المسجد فوجدنا داخل المسجد عددا من شواحن الجوالات وبعضا من الملابس وبقايا أطعمة تناولها المجهولون في المسجد. وكحل للمباني المهجورة التي يسكنها المجهولون. في فيفاء طالب عدد من المواطنين الذين التقتهم «عكاظ» الجهات المعنية بمحافظة فيفاء بضرورة بتطبيق مواد النظام في حق كل من يثبت وجود مجهولين في منزله حتى ولو كان مهجوراً. كما طالب عدد من المواطنين في الجوة في فيفاء، بافتتاح مركز للشرطة يتبع لمحافظة فيفاء، ليتولى القبض على هؤلاء المتسللين إلى جانب العصابات التي تمتهن التهريب وتروج المخدرات وتقطن سفوح الجبال والكهوف والأحراش في الغابات والمباني القديمة المهجورة. ويشير علي بن راشد الحكمي إلى أن نشاط هؤلاء المجهولين يمتد إلى المحافظات والمراكز المجاورة في كل من محافظة الداير بني مالك وبلغازي ومنجد وهروب ومحافظة العيدابي، معربا عن مخاوفة الشديدة من استمرار تزايد أعداد المتسللين الأثيوبيين المنتشرين في فيفاء على شكل مجموعات، والتي لم تفلح الحملات الأمنية السابقة في استئصالهم، مطالبا بفتح مراكز شرطة في كل من حقو فيفاء وجوة الشراحيلي. وأكد عدد المواطنين في حقو فيفاء، في أنهم يترددون في التعاون مع رجال الأمن، خشية من انتقام هؤلاء الأثيوبيين، مشيرا إلى أنهم هم الذين سيبقون بين بيوتنا ويغادرنا رجال الأمن بعد الحملة التي يقومون بها لساعات، مبينا أنه يبعدون عن مركز شرطة فيفاء بعشرات الكيلو مترات وفي منطقة حدودية تحتاج لتواجد أمني بشكل مستمر. مركز للشرطة من جانبه أوضح محافظ فيفاء عليوي بن قيضي العنزي، حاجة حقو جبال فيفاء والجوة شمال فيفاء إلى افتتاح مراكز للشرطة، مشيرا إلى أنه اجتمع بعدد من مشايخ القبائل بفيفاء وتم إبلاغهم بتوجيهات سمو أمير المنطقة، مبينا أن جميعهم أبدوا استعدادهم للتعاون مع الجهات الأمنية، وأضاف: لقد أثمر ذلك الاجتماع بنتائج إيجابية من خلال القبض على أعداد كثيرة من المتسللين، كما أنه تم دعم الجهات الأمنية في محافظة فيفاء بعشر دوريات أمنية، إضافة إلى جهود شرطة فيفاء والمجاهدين الذين ساهموا في الحد من المتسللين بشكل كبير من خلال الحملات المستمرة للقبض على المتسللين.