قال السفير السعودي لدى المملكة المغربية، الدكتور عبدالرحمن الجديع، ل"سبق": إن حملة عاصفة الحزم تأتي كتحالف عربي، يضم السعودية ودول مجلس التعاون والدول العربية المؤثرة، في إطار تفهم ودعم من المجتمع الدولي، وذلك اعتماداً على مناشدة صريحة من الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي للوقوف في وجه الحركات الانفصالية والإرهابية، التي تحاول قلب نظام الحكم في اليمن، والاستيلاء على السلطة الشرعية المنتخبة. ولفت إلى أن مشاركة المغرب جاءت شعوراً منها بضرورة اتخاذ المواقف التضامنية مع أشقائها العرب. وأضاف: "ويُعتبر ذلك تهديداً للأمن الوطني لليمن واستقراره، وكذلك أمن السعودية ودول مجلس التعاون والأمن القومي العربي، وخصوصاً أن هناك قوة إقليمية تدعم هذه الحركات الإرهابية، وتسعى لبسط نفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط عموماً، والخليج بشكل خاص. وأمام هذا الواقع، واستجابة لمناشدة السلطة الشرعية المنتخبة في اليمن، لا تستطيع السعودية إلا أن تقف مع الحق والشرعية اليمنية، والحيلولة دون تفكيك اليمن وتدميره كما هو الحال في العراق وسوريا".
وتابع: "لذا جاءت عاصفة الحزم كنتيجة حتمية للاستيلاء على الشرعية من قِبل هذه الحركات الإرهابية، ومحاولة لإنقاذ اليمن، وضمان أمنه واستقراره ونمائه".
وبيّن: "وتأتي مشاركة المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس شعوراً منها بضرورة اتخاذ المواقف التضامنية مع أشقائها العرب؛ لأن في ذلك ما يحقق المصلحة العربية العليا، ويحافظ على الأمن القومي العربي؛ ولذلك قام المغرب بإرسال ست طائرات للإسهام مع قوات التحالف في المجهود العربي الإسلامي لهذه الحملة".
وأكد: "ونحن في السعودية نثمن عالياً هذا الموقف المغربي المتميز، الذي يعد استمراراً لمواقفها التاريخية مع أشقائها العرب في قضايا مصيرية سابقة".
وعن العلاقات المغربية السعودية في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية أوضح "الجديع" أن "أي تقييم للعلاقات السعودية المغربية لا بد أن يأخذ بالاعتبار الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين (السعودي والمغربي) على مر العصور، وما بينهما من قواسم مشتركة، قيماً ومبادئ وتقاليد وممارسات، رسخت العلاقات، حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به".
وأردف: "وإنه ليسعدني أن أرى العلاقات السعودية المغربية تشهد تطوراً نوعياً على المستويات كافة، وهي تشهد حالياً ازدهاراً غير مسبوق نظراً لحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والملك محمد السادس - حفظهما الله - على تنمية هذه العلاقة، وتعزيز الصلات التاريخية في العهد الجديد الذي تعيشه السعودية بتولي الملك سلمان مقاليد الحكم".
