قال العميد ناصر النوبة، زعيم قدامى المحاربين في جنوب اليمن ومؤسس الحراك الجنوبي، إن السعودية بتحركها لوقف التغول الحوثي في الجنوب، عبر تحالف "عاصفة الحزم"، رسمت ملامح جديدة ومختلفة عن يمن علي صالح والتحالفات القبلية الحوثية في الشمال. وأضاف العميد ناصر النوبة في حديث ل"سبق": "السعودية تأخرت كثيراً، ومنحت القوى الانقلابية أكثر من فرصة، لكن هذه القوى أمعنت في غطرستها، وتوجهت بجحافلها إلى الجنوب، وعاصمته عدن، بعد أن أكملت السيطرة على الشمال". مشيراً إلى أن "الدور السعودي الحالي تجاوز عثرات التأخير في اتخاذ القرار، وسجل حضوراً عسكرياً عبر عاصفة الحزم، غيّر كل المعادلات في اليمن والمنطقة".
العميد "النوبة" يرأس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، الذين كانوا يمثلون جيش اليمن الجنوبي قبل الوحدة، وتم تسريحهم من قِبل نظام المخلوع علي صالح بعد حرب صيف 1994م، التي قادها صالح ضد الجنوب.
ودعا العميد النوبة السعودية إلى إكمال مهمتها في تحرير اليمن من مليشيات الحوثي وجيش علي صالح المتمرد بكل الوسائل الممكنة للوصول باليمن إلى تسوية سياسية جديدة، تقوم على التكافؤ بين كل المكونات السياسية، وإنهاء سطوة ونفوذ التحالف القبلي الحوثي الصالحي المهيمن على البلاد ومقدراتها.
وقال "النوبة": "طهران تحركت بجحافل الحرس الثوري إلى الأراضي العراقية لقتال داعش، وكان مبرر طهران أن داعش ووجودها في الأراضي العراقية تمثل خطراً على الأمن القومي الإيراني؛ وعليه فإن أي تحرك سعودي في اليمن هو لأن اليمن يمثل عمقا استراتيجيا للمملكة، ووجود مليشيات مسلحة وجيش غير مهني وغير منتظم ومتمرد على قيادته يمثل خطراً على الأمن القومي للمملكة ولدول الخليج والمنطقة بالكامل نظراً للموقع الجغرافي المهم لليمن".
وطالب "النوبة" السعودية بلعب دور واضح في إعادة بناء الجيش اليمني، وعدم السماح بوجود جيش مليشياوي، يأتمر لشيوخ وقادة مغامرين ولرجال دين ومراهقين، وقال إن "الجيش الحالي الذي يقتل المدنيين في عدن وشبوة وأبين وكل المحافظات تم بناؤه من أموال وخيرات هذا الشعب الذي يقتله الآن، وهو هنا لم يعد جيشاً، بل مليشيا وعصابات يجب حلها وإعادة بناء جيش على أسس مهنية وعسكرية احترافية، تنهي القبلية والمناطقية والولاءات الفوضوية داخل المؤسسة العسكرية".
ودعا العميد ناصر النوبة إلى تشكيل جسم عسكري جديد في اليمن تحت اسم "الحرس الوطني"، تتركز وحداته في كل المحافظات اليمنية، ويكون منتسبو كل فرع له من أبناء كل محافظة فقط بحيث يقومون بحماية محافظتهم وإغلاقها أمام أي تغول إرهابي، سواء من التنظيمات المتطرفة أو من المليشيات، كما هو حال مليشيا الحوثي.
وقال العميد النوبة إن مراكز القوى والنفوذ في الشمال ذات تركيبة غريبة، جمعت بين الدين والسياسة والقبيلة والتجارة والمافيا، وهي تطوع كل مقدرات الدولة لصالحها، وسبق أن حذرت الرئيس هادي بعد انتخابه مباشرة من أنه لن يستطيع النجاح أو العمل بوجود هذه المراكز المتشابكة، التي تنظر لبقية مناطق اليمن والجنوب على أنها تابعة فقط.
وحول العمليات الحربية في الجنوبوعدن قال "النوبة": "عدن عاصمة الجنوب، وهي عاصمة التحرر، ولن تقبل بالغزاة مهما كان لونهم وخطابهم، وستطردهم عاجلاً أم آجلاً، وكذلك كل مدن ومناطق الجنوب لن تركع للمليشيات الحوثية والجيش المتمرد مهما كانت التضحيات".
ودعا "النوبة" قوات التحالف والسعودية إلى الاستفادة من الخبرات العسكرية لجيش الجنوب الذي يضم خبراء وضباطاً قادرين على تغيير المعادلة على الأرض بالتنسيق مع كل القوى، وعدم الركون إلى الطابع القبلي في المواجهات مع الحوثيين؛ كون الحوثيين يقاتلون بعسكر وبمليشيا، ويجب مواجهتهم بخبرات متعددة، وهناك كوادر عسكرية وضباط قادرون على أداء مهام قتالية وقيادية على أكمل وجه، وينتظرون فقط إشراكهم في العمليات.