أكد سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على أهمية استخدام التقنية الحديثة في نشر الدعوة، لأنها وسائل حديثة وقوية ومؤثرة ومهمة, وحذر سماحته من المواقع والمنتديات والفضائيات المروجة للأفكار الخبيثة والإشاعات المغرضة, التي تعرض المواد المبتذلة, مطالباً العاملين في حقل الإعلام الإسلامي لعرض الحقائق والتواصل مع الناس, وأن يكون هذا الإعلام قوياً ومؤثراً للدفاع عن الدعوة, وقال: إعلامنا الإسلامي يحتاج إلى المزيد من الجهد لإيصال المعلومة الصادقة والصحيحة ويدافع عن قضايا الأمة, وقال سماحته إن الإنترنت والفضائيات والمواقع لو استغلها الإعلاميون المسلمون في الدفاع عن الحق وتأصيل العقيدة لحققوا الشيء الكثير, إننا نريد أن نُعرف غيرنا بديننا الذي يجهلونه، ولن يقوم بهذا إلا الإعلاميون المسلمون. جاء ذلك في الحوار المفتوح لسماحة المفتي العام في مجلة "البيان" مع نخبة من الإعلاميين والقائمين على المواقع والمجلات الإسلامية في المملكة مساء أمس, والذي دشن فيه موقع "البيان" على شبكة الإنترنت, وحضر اللقاء عدد من الدعاة والكتاب والأكاديميين, وإدارة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة "البيان" و"التقرير الارتيادي الإستراتيجي", في أول لقاء من نوعه مع سماحة المفتي العام في المجلة التي تحتفل بعامها الخامس والعشرين. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ أحمد الصويان بالمفتي العام, طالباً من سماحته أن يكون لقاءً دورياً مفتوحاً مع أبنائه الإعلاميين, وهو ما استجاب له المفتي العام، مؤكداً على أهمية هذا اللقاء مع الإعلاميين. وقال الشيخ الصويان إن تجربة "البيان" بدأت على يد مجموعة من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسات العليا في بريطانيا عام 1406ه, حيث كانت حاجتهم ماسة للتجمع في مكان يقيمون فيه الصلاة, ووجدوا أن هناك مشكلات عقدية وفكرية تواجه أقرانهم وزملاءهم القادمين من الدول العربية والإسلامية للدراسة, وكذلك بين المسلمين في الغرب, فولدت فكرة إصدار مجلة تهتم بهذه القضايا, وتعبر عن منهج أهل السنة والجماعة, مضيفاً أن "البيان" وجدت دعماً ومساندة وتشجيعاً من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز, الذي دعمها عندما كانت في حاجة إلى الدعم, ووقف بقوة إلى جانب القائمين عليها لتنهض وتستمر, كما وجدت الدعم من الشيخ صالح العثيمين الذي ساهم في الكتابة فيها, ثم تعرض الشيخ الصويان إلى توسع "البيان" بإصداراتها المتعددة من كتب وسلاسل تصحح العقيدة، والذب عن رسول الله, وقضايا الأمة والمرأة المسلمة, وإنشاء مركز للدراسات, وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية. وأكد المفتي العام في كلمته على الإيمان ومعانيه، وأنه نعمة من نعم الله على العباد, وهداية إلى الطريق المستقيم, ومن منَّ الله عليه بالإيمان فإن قلبه يكون صادقاً ونفسه طيبة, وصدره مرتاحاً، وعليه أن يحمد الله, مضيفاً أن الإيمان يقوى بالأعمال الصالحة, ويضعف بالمخالفات الشرعية والأعمال السيئة, ثم تعرض سماحته لصفات المؤمن وأخلاقه, وما يقتضيه منه الإيمان, وتناول رسالة الإسلام، وقال "إنها رسالة عظيمة لها وزنها وقيمتها، وعلى المسلم أن يؤديها في كل زمان ومكان". وتطرَّق المفتي العام إلى تطور وسائل الإعلام قديماً وحديثاً وصولاً إلى الثورة الهائلة التي نعيشها اليوم من تقنية حديثة وبث مباشر وفضائيات وإنترنت, مؤكداً أن الإعلام إبلاغ للحق والحفاظ على عقائد الناس وقيمهم وأخلاقهم ونشر السلوك الحسن والحض على الفضائل والأخلاق, وهو أمر بمعروف ونهي عن منكر, مؤكداً أنه واجب على الإعلاميين أن يكونوا أهل دعوة وصدق وأمانة وأخلاق والتزام فيما يطرحونه, وقال سماحته: إن الأمة تواجه تحديات ضد عقيدتها وأفكارها وقيمها وسياساتها واقتصادياتها, وأضاف أن هناك إعلاماً فضائياً قوياً ومؤثراً، وإنترنت, وعلى الإعلامي المسلم أن يستخدم هذه الوسائل في الدفاع عن دينه وعقيدته, وأن يعالج القضايا بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن يكون على علم وبصيرة, ويحذر من الأراجيف والإشاعات المغرضة التي يسوِّق لها أعداء الإسلام والمسلمين, وأن يكون الهدف نشر الحق. ودار حوار بين سماحة المفتي العام وبين الإعلاميين والمفكرين وطلبة العلم، أكد فيه سماحته على التزام الإعلامي للحق والدفاع عنه, وأن يكون الحق وإظهار الحقيقة هدفه, وخدمة الدين والذود عن العقيدة, مشيراً على ضرورة أن يكون الإعلامي المسلم قوياً في إظهار الحق ودحض الباطل, وقال: إن الإعلامي المسلم هو آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر بما يخطه بيده, وما يخطه بقلمه وما يقوله بلسانه, مطالباً بأن مهمة الإعلام الإسلامي الدفاع عن الأمة ضد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من أعداء الإسلام, وحذر ممن يحاولون خداع الأمة بالضلالات والإشاعات المغرضة, مؤكداً على أهمية استخدام الفضائيات والصحف والإنترنت في نشر الدعوة, وأثنى على المواقع الدعوية النافعة مؤكداً على دعمها, وحذر من مواقع ومنتديات وفضائيات الشر, التي تعرض البرامج الساقطة والماجنة, وقال: ليس للدعوة حدود، وعلى المسلم استخدام الوسائل الحديثة في نشر دعوته, ويستفيد من النشر السريع الذي يصل إلى أكبر عدد من الناس, مطالباً الإعلاميين استخدام هذه الوسائل من إنترنت وفضائيات ومواقع في نشر الإسلام والدفاع عن العقيدة, مشيراً إلى مسؤولية الإعلامي فيما ينقله وينشره، مؤكداً على رسالته الخيرة, ومحذراً من الشر ونشره. وقال سماحته: عندما ينحرف الإعلام عن مسيرته يقع الشر الكثير, والمصائب والبلايا ويضلل الناس ويشككون في دينهم وعقيدتهم, محذراً من هذا ومؤكداً على نشر الحق والعدل والخير للناس, ومطالباً بإصلاح الخلل الذي يقع فيه البعض, ومحملاً الإعلاميين المسؤولية, ومؤكداً على أن الحوار والنقاش يكون بالحكمة واللين وعرض الحقائق وتجنب المفاسد, وقال: إن الإعلام الإسلامي الصادق والأمين الذي توجهه خير يجب أن يُدعم ويعضد ويساند, وهو من أنواع الجهاد في سبيل الله, مشيراً إلى دور الموسرين في ذلك, وأعلن سماحته استعداد اللجنة الدائمة للإفتاء في استقبال أي استفسارات أو تساؤلات من الصحفيين والإعلاميين مكتوبة أو مشافهة، مؤكداً أن أبواب العلماء مفتوحة للإعلاميين, وحذر سماحته من الأراجيف والأكاذيب التي يروجها أعداء الإسلام والإشاعات الباطلة، وأكد على التزام وحدة الصف وجمع الكلمة. وأكد المفتي العام أن جميع الصحف التي تصدر في المملكة إسلامية، وقال "كلها إسلامية وبخير"، وأضاف: إذا كان فيها شيء وملاحظات لابد من تداركها من القائمين عليها, وقال "صحافتنا على المستوى المطلوب", ومن لديه شيء عليه أن يخاطب القائمين عليها ويعرض لهم ملاحظاته وما يراه من جوانب, فعلى من يلاحظ شيئاً الاتصال بالمسؤولين عن الصحف وعرض مسألته بالجوال أو بالفاكس أو يخاطبهم للتصحيح والعلاج. وقد قام ساحة المفتي العام بتدشين موقع "البيان" على شبكة الإنترنت.