حذر سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ من الفتن الكبيرة التي نزلت بالامة، وتكاد تعصف بمقدراتها، ودمرت بعض البلاد الاسلامية، وسفكت فيها الدماء، وفتحت المجال للتدخل الخارجي من قبل اعداء الاسلام في شؤونها، وقال : ان هذه الفتن التي يروج لها اعداء الامة ويستخدمون بعض ابناء المسلمين لترويجها ونشرها وتنفيذها، دون علم بالمخططات الخارجية، سيعقبها فتن اشد واعظم واخطر بلاءً، وعلى ابناء الامة جميعا إدراك خطورتها وعظم شأنها، والحذر منها، فكم ضللت الأمة ببعض الدعايات الكاذبة، وكم قلبت الحقائق التي روج لها من اتخذهم الاعداء مطية لتنفيذ سياساتهم، ووسيلة لتحقيق اهدافهم، فعلينا ان ندرك خطورة هذه الامور في هذا الوقت بالذات. وقال سماحته ان هذه الفتن التي ابتليت بها بعض الدول الاسلامية انصبت على التضليل، وجاءت لتفريق الشمل، وتفتيت الصف، وتدمير كيانات الدول، والقضاء على كل المكتسبات، لشغل ابناء الامة بأنفسهم، وحتى يتفرغ الاعداء لتنفيذ مخططاتهم الرهيبة على حين غفلة من الشعوب المسلمة. واضاف إن الامة الاسلامية مر عليها عام من الفتن والبلايا والمصائب دفعت فيها الثمن فادحا، وانخدع فيها من انخدع، وظن بها من يظن انها منجاة من اوضاع سيئة، وتخلص من أحوال وظروف صعبة، ولكن انقلب الامر والحال، وصارت الفتن بلاءً على الامة وظهر فيها الخداع والانخداع، وسفكت الدماء، ودمرت البلاد وتراجعت الاحوال للوراء سنين عديدة، ووصف سماحته ان الامر بأنه خطير وجرم عريض وفساد كبير، وقال : انه سيعقب هذه الفتن ما هو اعظم واشد واكبر بلاءً، محذرا من المندسين بين الصفوف الذين يريدون تدمير الامة، وقال: ان الظروف الحالية في بعض الدول الاسلامية صعبة، والاحوال سيئة، مطالبا بعدم الانخداع بما يروجه الاعداء، وما يعلنونه من آراء في الظاهر وهم في الباطن يدبرون المكائد وينفذون السياسات والمخططات التدميرية، بخداع بعض ابنائها وجذبهم اليهم واتخاذهم وسيلة لتنفيذ ما يريدون، مؤكدا سماحته على التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله، والالتزام بشرعه، والوقوف وراء قياداتنا لتحقيق الامن والطمأنينة ومصالح البلاد والعباد، وقطع الطريق امام هذه المخططات التدميرية والمفاسد العظيمة. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحة المفتي العام في الرياض، والتي خصصها للحديث عن الفتن العامة التي تعصف بالامة وفتن المال والاولاد والنساء والاعلام والشائعات التي تريد تضليل الناس وايقاعهم في الاخطاء والبلايا والمصائب. وقال سماحته اننا في زمن كثرت فيه الفتن والبلايا والمصائب والنوازل الصعبة، وان هذه الفتن وكيفية التعامل معها تظهر قوي الايمان ومن قلبه موصول بالله، والملتزم بشرعه، الذي يتجنبها ويحذرها ويعرف خطورتها، ومن هو ضعيف الايمان الذي يقع فيها ويدفع الثمن غاليا، وتناول سماحته فتنة المال وخطورتها وكيف يفسد المال صاحبه ويحول حياته ومعيشته الى ضنك وضيق، وفتنة الابناء وتركهم وعدم تربيتهم واهمال رعايتهم، فيتحولون الى ادوات تدمير وشقاء وبلاء، وفتنة النساء وكم يفتن من الرجال ويوقعنهم في الاخطاء، من خلال الاختلاط والخلوة المحرمة والتبرج واظهار الزينة، وكذلك فتنة الفضائيات والجوالات والانترنت واستخدام هذه الوسائل- رغم ما فيها من محاسن - في نشر الشر والفساد وترويج الشائعات المغرضة الكاذبة وتشكيك الناس في دينهم وعقيدتهم، وضياع الاوقات وتغيير الاخلاق والترويج للباطل، وقال سماحته : ان علينا ان نقبل الحق من هذه الوسائل ولكن نحذر الباطل والفساد، واجاز سماحته الدخول للمواقع السيئة للانكار على اصحابها وبيان باطلهم ونشر الحق ولكن هذا لا يكون الا لمن لديهم العلم والخبرة والحنكة والتمرس. وحذر المفتي العام من فتن الاختلاط بالاشرار والكفار والمنافقين وما يروجون له من آراء وشائعات ضد شريعة الاسلام والزعم انها ناقصة لا تواكب العصر ويشككون فيها ويطعنون في رجال الحسبة، ويبثون الدعايات الضالة والفاسدة ويروجون للكذب والزور والبهتان، كما حذر بمن يفتنون بالإعلام الخارجي، وبمن يغترون بالمناصب وتتبدل احوالهم بمجرد ان يتولوا مناصب فيتكبرون ويتعالون على الناس، مطالبا سماحته الجميع بتقوى الله والتزام الشرع وادراك حقيقة هذه المخططات والحفاظ على البلاد والاوطان الاسلامية مما يراد لها من قبل الاعداء.