اعتبر المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن من واجب الإعلاميين والكتّاب ومن له استطاعة تغيير وإصلاح الإعلام الجائر، الدفاع عن الأمة الإسلامية، والحذر أن يكون منا خطأ، فيزلَّ بخطئنا أناس. وقال المفتي خلال لقاء مفتوح نظمته مجلة «البيان» في الرياض أخيراً: «من واجب الإعلاميين ومن له استطاعة على تغيير وإصلاح الإعلام الجائر، السعي لخدمة هذا الدين، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية، والسعي بالخير والصلاح، لكن لا بد أن تكون الدعوة على علم وبصيرة واستطاعة وأن يوظف دعوته في سبيل الخير، فيدرس، ويقرأ، وينظر، ويفتش ما المطروح في الساحة من آراء وأفكار، حتى يستفيد من الخير، ويعالج الشر والباطل، ويُعلِي كلمة الحق». ونصح الكاتب الإعلامي الذي يطرح موضوعاً أو يناقش قضية «أن يتقي الله، وينظر ما هو الخير والصلاح للأمة في كلماته، وهل تخدم هذه الكتابة الإسلام وأهله أم لا، فكلٌّ منا على ثغر، والواجب علينا أن ندافع عن الأمة الإسلامية، والحذر أن يكون منا خطأ، فيزلَّ بخطئنا أناس، ويغتر بخطئنا أناس، ونتحمل الأوزار والآثام». وطلب من الإعلاميين أن يكونوا «أهل نصيحة ودعوة وصدق في ما يقولون، وفي ما يطرحونه من قضايا، وفي ما يعالجونه من مشكلات»، معتبراً أن رسالة الإعلام عظيمة لها وزنها وقيمتها قديماً وحديثاً، لكنها في الزمن الأول كانت محدودة بين الأشخاص، محصورة فيمن له حق التوجيه والإرشاد للناس، وكان الإعلامي له حدوده وخصوصيته، ولكن في هذا الزمن أصبح الإعلام ذا شأن كبير، وأصبح يؤثر في آراء الناس، وفي أخلاقهم، وأعمالهم، وتصوراتهم، ولذلك عليه الالتزام بالصدق والأمانة والمسؤولية. ولفت إلى أن الأمة المسلمة تواجه تحديات كثيرة ضد عقيدتها، وأفكارها، ومجتمعاتها، وأمنها، وقيمها، واقتصادها، ووحدتها، وضد كل عمل فيه خير للأمة الإسلامية، مؤكداً أن التحديات التي يفرضها الإعلام الفضائي والإلكتروني «قائمة ظاهرة». وتساءل: «كيف يواجه الإعلام الإسلامي هذه التحديات؟ وكيف يواجهها الإعلامي المسلم؟ أيواجهها بمجرد قول ورأي فقط أو يواجهها برأي، وحكمة، وبصيرة، بأن يتصور ذلك الباطل المدسوس والأراجيف والإشاعات تصوراً حقيقياً، ويدرسها دراسة متعمقة، وهدفَه ومغزاه على الأمة الإسلامية، لينظر ما وراء السطور، وما الهدف والمقصود مما قيل ونُشِر ثم يعالجها بحكمة ونقاش هادف يقصد منه إيضاح الحق، ودحض الباطل». وأضاف المفتي العام أن الإعلامي المسلم ينبغي عليه - في مناقشة الباطل - أن يدحض حجة المبطلين، وأن يكون آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، ولا يخط بقلمه إلا أسطراً مضيئة مِلْؤها الخير، والصدق والأمانة والدفاع عن الأمة الإسلامية وعن قضاياها، وما فيه خير للإسلام وأهله. وتطرق إلى أن الإعلام اليوم يقوم عليه علماء نفس واجتماع، وأناس لهم تفنن في ترويج الباطل، وخداع الأمة، فإذا وُجِد إعلامي مسلم ذو طابع إيماني، وقدرة جيدة، ولغة سليمة، وفهم صحيح، وتصور للحق يحمل على الإيمان والهدى ليعالج قضايا الأمة علاجاً صحيحاً من خلال المجلات والصحف، والقنوات الفضائية، والإنترنت في المواقع والمنتديات. وذكر أن القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والتقنيات الحديثة تعد أقوى الوسائل لو استغلها الإعلاميون المسلمون في سبيل الدفاع عن الحق، وتأصيل العقيدة، ونشر قيم الإسلام وأخلاقه، لانتفع بها كثير من المسلمين، واهتدى بها غير المسلمين.