أعرب الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لرعايته وافتتاحه معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - "الفهد.. روح القيادة". وقال الأمير عبدالعزيز بن فهد: "حُقّ لأبناء السعودية أن يفخروا بقادتها العظام منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز حتى الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، الذي ازدادت المناسبة ألقاً بتشريفه". لافتاً إلى أن المعرض تطلب عامين من الإعداد "ليواكب أهمية شخصية تاريخية بحجم الملك فهد، الذي وضع بصمته في جميع المجالات، وسار بالسعودية على دروب العلم والمعرفة والتنمية والتطوير، وكان نموذجاً فريداً من نماذج القيادة على مستوى العالم".
وأشار عضو اللجنة العليا المنظمة للمعرض إلى أن المناسبة "ملهمة لجيل الشباب الذين يمثلون الأمل في المستقبل؛ إذ ستتاح الفرصة أمامهم ليشاهدوا عن قرب كيف استطاع الملك فهد، الذي كان أول وزير للمعارف، تجاوز الصعاب وزيادة عدد المدارس والمدرسين في جميع أنحاء السعودية المترامية الأطراف، وابتعاث الطلاب إلى الدول المتقدمة علمياً، وبناء منظومة تعليمية متطورة، وصل بها إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأضاف: كما سيلمسون إنجازات الراحل حين تسلم وزارة الداخلية في بناء منظومة أمنية متقدمة، حفظت للمملكة أمنها واستقرارها حتى أصبحت مضرب المثل من دول العالم، ثم يطلعون على حنكة الملك فهد وسماته القيادية التي أهلته ليتولى قيادة السعودية في أصعب الظروف التاريخية التي مرت على الأمة العربية والإسلامية، والسير بالسعودية قُدماً على طريق التنمية والازدهار".
وزاد بقوله: "المناسبة ستتيح لمن لم يتسنَّ له معاصرة الملك فهد الاطلاع على الجهود الجبارة التي بذلها الراحل ليؤمّن لأبناء السعودية حياة كريمة وأمناً ورخاء، باتا مضرب المثل من شعوب العالم؛ ذلك أنه لم يألُ جهداً في مساعدة المسلمين في كل مكان من أرجاء المعمورة، وحمل همّ أمته وإخوانه المسلمين دائماً، وسجّلت سنوات عهده صفحات ناصعة من الخير الفياض الذي أحاط به أبناء المسلمين في الدول الفقيرة والمحتاجة في المناطق المنكوبة، سواء عن طريق إرسال المعونات المادية والغذائية والطبية للمناطق المتضررة، أو عن طريق تبني مشروعات إسلامية كبيرة، وبرامج إغاثية لحل الأزمات والكوارث التي تحل بمناطق إسلامية، أو بناء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في شتى بقاع العالم.. هذا فضلاً عن جهوده الجليلة في توسعة الحرمين الشريفين بمشروع عملاق، سهّل على المعتمرين والحجاج تأدية عبادتهم في جو من الراحة والاطمئنان".
وأكد الأمير عبدالعزيز بن فهد أن المنظمين حرصوا أشد الحرص على أن تكون فعاليات المعرض تفاعلية، يستفيد منها جيل الشباب؛ ولذلك خُصصت ورشٌ تدريبية عن مبادئ القيادة، سيحضرها (2500 شاب من الجنسين)، كما يتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني، ولاسيما أولئك الذين لا يستطيعون الحضور من خارج الرياض، إضافة إلى تخصيص برامج ودورات تدريبية، يتعلم فيها الطفل مبادئ القيادة، مع إنشاء مختبر يتعلم منه الطفل الزائر كيف يصبح قائداً، وفي الوقت ذاته تتدرب الأم على التنشئة القيادية له.
المعرض التفاعلي الذي ينظمه أبناء الملك فهد - رحمه الله - وأحفاده، بالتعاون مع "دارة الملك عبدالعزيز"، ويقام في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، يستعرض سيرة الفهد منذ ولادته حتى وفاته، ويضم مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، وأفلاماً وثائقية و1000 صورة، بعضها تنشر للمرة الأولى، وندوات يشارك فيها 29 متحدثاً وباحثاً تاريخياً ومختصاً، ويقدم خلالها 40 بحثاً ودراسة وورقة عمل على مدى سبع جلسات نقاش، إضافة إلى أنشطة وفعاليات للعائلات والشباب والأطفال، و55 ورشة تدريب عن السمات القيادية للشباب والتنشئة القيادية للطفل، تحت إشراف 25 مدرباً.
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في حفل الافتتاح "موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود"، التي أعدتها دارة الملك عبدالعزيز في عشرة مجلدات، إضافة إلى إطلاق أربعة كتب وإصدارات جديدة عن الملك فهد.
يُذكر أن الأمير عبد العزيز بن فهد أصدر كتاباً خاصاً عن الفهد تزامناً مع إطلاق المعرض التاريخي الذي يروي سيرته وحياته، سعياً منه - كما قال في مقدمة الكتاب - إلى "استنطاق صور شهدت على حقب من الزمن، وواكبت مناسبات وأحداثاً مهمة؛ لتروي لنا جزءاً وفصلاً من تاريخ هذا الملك الهمام، وتستعرض مواقفه التاريخية وإنجازاته المشهودة، سواء على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي؛ لتكتمل الصورة الحقيقية لمسيرة العطاء والإنماء في هذا الوطن المعطاء".
وأشار أصغر أنجال الملك فهد - رحمه الله - إلى أن إعداد كتاب "فهد بن عبد العزيز.. صور لها تاريخ" استغرق 5 سنوات من العمل، بغية توثيق الصورة والمعلومة بشكل علمي دقيق، من حيث الزمان والمكان والأشخاص.
ولفت إلى أن الكتاب يتضمن أيضاً بعض المختارات من كلمات ولقاءات وتوقيعات الملك فهد؛ ما يمكّن الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتاريخ السياسي عامة، وتاريخ السعودية خاصة، من أن يجدوا مادة خصبة، فيها الكثير من المعلومات التي تروي تاريخ قائد عظيم، كافح حتى بنى دولة عصرية متطورة.