أكد الخبير العسكري الدكتور علي التواتي القرشي أن خروج الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من اليمن إلى أي دولة، مستحيل، لأنه ممنوع من السفر ويجب على الدولة التي تستقبله تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته، ويمتلك مراكز قيادة سرية، ومخابئ خاصة به، وكذلك قواته التي ينفق عليها، متوقعاً أن يقرر المخلوع الدخول بأتباعه للمدن وهي النقطة المتبقية على التحالف العربي الإسلامي، بعد أن أنهوا ضرب المواقع التي تمثل نقاط قوة للانقلابيين. وفي التفاصيل، قال التواتي في حديثٍ ل "سبق" إن الخطورة تكمن في دخول القوات التابعة للحرس الجمهوري، الذي يتحرك بتوجهات علي عبد الله صالح، مبيناً أن التفرقة بين المواطنين والحرس الجمهوري في لباس مدني صعب جداً، وهنا يتوجب على اليمنيين المواجهة والدفاع عن أنفسهم.
وأضاف التواتي أن توغل أتباع صالح في المدن يزيد المدة الزمنية للحرب على الإرهاب في اليمن، مشيراً إلى أن التدخل البري من قبل التحالف العربي الإسلامي يجب أن يكون لوجستياً لليمنيين المعارضين للانقلاب الحوثي.
وكشف أن عدد أفراد الحرس الجمهوري كان 100 ألف، وأن الانشقاقات فيه لا تذكر، كونه يتبع المخلوع، ولن يتردد في الصرف عليه من ماله الخاص، مشيراً إلى أن الحوثيين أضعف من التصورات.
ولفت التواتي في حديثه إلى أن الضربات لليوم الرابع على التوالي، أنهت قدرة الحوثيين على شن حرب باتجاه الشرق والشمال، ومن ناحية أتباع علي عبد الله صالح، قال التواتي: ما زال لديه بعض القوات ويغير بعض التكتيكات، وما زال مهيمناً على الألوية العسكرية التي ترابط في الجنوب.
وحول المرحلة القادمة للحرب الحوثية، قال إنها مرحلة البحث والضرب، كما فعله التحالف أمس عندما تم ضرب التحركات باتجاه عدن، موضحاً أنه حالياً يجري الضرب التكتيكي، الذي استهدف ودمر الصواريخ والطائرات والدفاع الجوي.
واعتبر التواتي أن المهم هو القدرة العسكرية الكبرى، حيث لا تسعى دول التحالف لاحتلال المدن، فهذا صعب، حتى ضرب الدفاعات داخل المدن، مبيناً أن المستهدف هو القدرة التي تمكن من الحشد وشن الهجوم.
وأشار إلى أن استمرار اللجان الشعبية بحالتها لن تصمد طويلاً، لأنها تعتمد على جهود ذاتية، مشيراً إلى أنه لا بد من الدعم اللوجستي للحشد الشعبي، كاشفاً أن المتواجدين حالياً من أتباع علي عبد الله صالح مقطوع عنهم الإمداد، وأصبحت مرحلة لتنظيف الجنوب بطرد الموجودين من أتباع صالح.
وقال الخبير العسكري إن الرئيس المخلوع والحوثي، في مركب واحد ليس لهما سوى بعض، مشيراً إلى تأجيلهما الخلافات فيما بينهما لما بعد الحرب، مؤكداً انقطاع الدعم الخارجي لهما، وهو ما نجحت فيه قوات التحالف بعد تغطيتها سماء اليمن وبحرها.
وكشف خلال حديثه ل "سبق" أن دول التحالف لن تنهي الحرب حتى تنهي وضع صالح والحوثي، مؤكداً انتهاء التحالف من تدمير القوى، حيث تبقت مهمة تنظيف المدن، ومهمة التأكد من تأمين اليمن بجيش.
واستدل التواتي على نجاح الضربات التي وجهها التحالف العربي الإسلامي، بمطالبة صالح الحوار، وتصريحه بعدم الترشح للرئاسة، مشيراً إلى أن إرسال الرئيس المخلوع ابنه للرياض يثبت لليمنيين أن صالح والموالين له يبحثون عن مصالحهم الشخصية، وفي أي لحظة سيتخلى عنهم من أجل مصالحه.
وختم التواتي حديثه مؤكداً أن إيران على استعداد تام للتعامل حتى مع الشيطان من أجل الإضرار بالسعودية، وذلك في تعليقه على تعاون صالح والحوثي، مؤكداً أن إيران تعمل على جعل المذهبية حائط صد لأهدافها السياسية، مؤكداً أنها لن تمانع في حين أو آخر عن التخلي عن صالح والحوثي، والبحث عن بديل، مشيراً إلى أن الهزائم التي يتكبدها أتباعها في سوريا والعراق حالياً أحد أهم مؤشرات تأثير العاصفة، مشيراً إلى أن قاسم سليماني لا شيء ولن يستطيع فعل شيء حتى ولو في اليمن، لأن الدعم منقطع عن اليمن.